الأحد، 13 مارس 2016

4 خطوات تجعلك تتوقف عن القلق حول ما يعتقده الآخرون بك


د. كيلي نيف  Dr. Kelly Neff

الجميع يريدون أن يكونوا محبوبين ومقبولين من الآخرين، ولكن الكثيرين منا يقضون الوقت والجهد في القلق والتفكير حول ما يعتقده الآخرون بهم. قد لا تدرك بأنك تفعل ذلك ولكن هذه النشاطات العقلية غير صحية ومرهقة، وقد تتسبب بالشعور في أنه لا أهمية لنا فتعيق بذلك تركيزنا عن اللحظة الراهنة.

فيما يلي 4 خطوات للمساعدة على التوقف عن القلق حول ما يعتقده الآخرون بنا، وإنشاء علاقات صحية مع أنفسنا ومع الآخرين.

1. افهم لماذا تهتم برأي الآخرين

حتى تكسر هذه الحلقة المفرغة من المهم جداً أن تفهم من أين تأتي هذه الفكرة. لقد تم إحاطتنا بعادات وتقاليد اجتماعية تحدد جميع انتماءاتنا وعلاقاتنا مع الآخرين. منذ ولادتنا تم تلقيننا بأنه يجب أن تتصرف بطريقة معينة، تلبس بطريقة معينة، تشتري منتجات معينة، تنضم لأيديولوجيات معينة و.....إلخ، حتى تكون محبوباً ومقبولاً من الآخرين. وسائل التواصل الاجتماعية غيَّرت العُرف بشكل كلِّي، حيث صارت شعبيتنا تقاس بعدد الأصحاب والإعجابات (Likes) التي نحصل عليها.

لقد تم إرهاقنا واستنزافنا في محاولة إرضاء الآخرين وبين المحافظة على شخصيتنا الحقيقية للتأكد من أنهم لازلوا يحبوننا ويتقبلوننا. بعضنا قضى الكثير من حياته محاولاً فعل ذلك معتقداً أن القيام بأفعال معينة قد يحقق له إعجاب الآخرين. لقد حان الوقت كي ندرك أن هذه التنشئة الاجتماعية ليست طريقاً صحيحاً، وآن لنا أن نتحرر منها.

2. تعلم هذه المانترا: "ما يعتقده الآخرون عني، ليس من شأني ولا يهمني"

أساس المشكلة هو الاهتمام بما يفكره الآخرون عنك، حيث تربط نفسك بآرائهم التي ليس لك أن تتحكم بها. هذا صحيح ليس لديك السيطرة للتحكم بما يقوله أو يفعله أو يعتقده الآخرون بك!. قد تكون نيتك صافية تماماً أو تفعل شيئاً سخيفاً، لا يهم. أنت لا تتحكم بطريقة استجابة الناس لأفعالك مثلما أنهم لا يتحكمون بطريقة تفاعلك معهم.

الاعتقاد بأن لديك أي حيازة أو سيطرة على آراء الناس عنك سببه الإيجو (الأنا). الحقيقة هي أن رأي الآخرين بك ليس من شأنك!، لذا توقف للحظة وابدأ بمعالجة الأمر عبر استعراضه من خلال هذا المنظور. انظر إلى الكيفية التي تجعلك المانترا تشعر بها، ولاحظ المقاومة التي ربما تتحسسها بسبب الإيجو. في الواقع، مع كل هذا الوقت الذي تقضيه في القلق والتوقعات، هذه المانترا يمكنها أن تجعلك تشعر بكل ما فيها من معنى منذ بداية ممارستها.

3. وجه طاقتك نحو شيء إيجابي

هذا التوجه الجديد يحرر كمية هائلة من الطاقة بداخلك ويعطيك الفرصة حتى تعيش اللحظة وتجرب تدفق اللحظات القصيرة التي تشكل بمجموعها حياتك كاملة. كما تكسر حلقة الشروط التي تحيط بها نفسك (لو فعلت كذا لأحبني فلان ولو فعلت كذا لأعجب بي فلان). نحن نعلم بعمق أن القبول الحقيقي ينبع من داخلنا، لذا يجب أن نتوقف عن الاهتمام كثيراً بالأحاديث التي تجري أو تُقال من وراء ظهورنا.

خذ نفساً عميقاً وكرر المانترا ووجه الطاقة التي كنت تضيعها نحو شيء إيجابي، كأن تتبع قلبك وطموحك وفعل ما تحب. وإن كنت لا تعرف ما الذي تحب القيام به فقد حان الوقت كي تكتشف ذلك! جرب نشاطاً إبداعياً جديداً، ارقص، ارسم، تعلم عزف الموسيقى، أو اخرج وتمتع بمنظر الطبيعة. ستندهش كم أصبحت حراً وسعيداً عندما تقوم بما تحب بدلاً من القلق حول آراء الآخرين.

4. تمرن يومياً على حب وقبول الذات

عندما تعيش وتخلق مكاناً للحب الحقيقي والقبول، سوف تعرف أن ما يفعله وما يقوله وما يفكره الآخرون عنك هو في الحقيقة لا علاقة له بك أو بما تفعله، إنما هو نابع منهم ومن طريقة تفكيرهم. إذا كنت لا تحب ما يقولونه عنك يمكنك المضي بعيداً وأنت على يقين بأنك تعيش حياتك بشخصيتك الحقيقية.

ممارسة تمرين يومي لحب وقبول الذات هو مفتاح لتحرير طاقتك وسعادتك وعلاقات صحية مع الذات ومع الآخرين. بالنسبة للكثير من الناس هذه الرحلة تبدأ بالتأمل، تمارين التنفس، اليوجا، تناول الطعام الصحي، قضاء الوقت مع الطبيعة. لا يهم ماذا تفعل، المهم أن تقوم دائماً بشيء يذكرك بمقدار حبك لنفسك كل يوم، فكلما أحببت ذاتك أكثر كلما شعرت بالقبول بشكل أكبر، وحينها ستجذب المزيد من الحب والقبول إلى مجالك أكثر.

هذا الأمر يتطلب فترة من الزمن كي يحدث فالتحول لا يكون بين ليلة وضحاها، لذلك كن لطيفاً ومتسامحاً مع نفسك إن وقعت مرة أخرى في شباك القلق حول رأي الآخرين بك. إذا وجدت نفسك مرتبطاً بآرائهم عنك فقط تذكر بأنهم مثلك يسيرون خلال رحلة طويلة من الشفاء والنمو الداخلي، وأن مواقفهم فريدة من نوعها وخاصة بهم، وبصدق هي ليست من شأنك.


المصدر

http://www.mindbodygreen.com/0-12627/4-steps-to-stop-worrying-about-what-other-people-think-of-you.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق