الأحد، 28 فبراير 2016

أكبر 12 سر للحياة تم نسيانها من قِبل البشرية


جيلبرت روس Gilbert Ross

كلما أتأمل في الحياة أدرك أمراً أساسياً وهو أن أكبر لعنة وورطة للإنسان المعاصر هي النسيان. لقد تسرب النسيان إلى وجود وأفعال جميع البشر، سواء على المستوى الفردي، الجماعي، التاريخي أو الثقافي، وكأنه تم سِحرنا كي ننسى.

نحن لم ننسى فقط ماضينا ولكن أيضاً مكاننا في الحاضر ومسؤوليتنا في المستقبل. على المستوى الشخصي، ترتكز الأنا (الإيجو) لدينا على حالة من الوعي مهمتها إبقاؤنا في حالة من النسيان لقطع الصلة بين كينونتنا بشكل كامل وبين الشبكة التي تربطنا بالحياة والوعي الكوني. على المستوى الجماعي، يدوم هذا النسيان ويتم تعزيزه بالوسائل الاجتماعية والثقافية التي تم تأسيسها لتجعلنا مغيَّبين عن حقيقة عدم وعينا لاستهلاكنا وأنماط الحياة الزائفة التي نعيشها والعقلية المادية التي تملكتنا.

الجانب المشرق من ذلك هو أننا جميعاً لدينا فرصة لنتذكر ونعيد التواصل مع أنفسنا والكون بأسره. قوة التذكر تكمن عند منتصف الطريق الروحي في اكتشاف وتحقيق الذات.

فيما يلي قائمة لما أعتقدُ أننا نسيناه، أو الأهم من ذلك قائمة من الأشياء لنتذكرها.


1. نسينا مكاننا في عالم الطبيعية

في القرنين الماضيين قمنا بفصل أنفسنا عن الطبيعة. لقد استغلينا، دمرنا، استهلكنا وحاولنا السيطرة على الطبيعة لإرضاء جشعنا منقادين بجنون الأنانية. حاولنا أن ننأى بأنفسنا عن دورة الحياة الطبيعية، فنسينا كيفية سماع وفهم تناغم ودورات الأرض (إشاراتها ولغاتها). نسينا تتبع مسار الطبيعة والعيش بتوازن معها.


2. نسينا صلتنا بالحياة والكون

عبر فصل أنفسنا عن الطبيعة نسينا بأننا مرتبطون بشكل عميق بها وبدورات الكون. لايزال هناك بعض القبائل التي على مشارف "الحضارة" (ما يُسمى خطئاً بالقبائل البدائية) والذين لايزالون متبعين طرق الأجداد ومحافظين على هذا الاتصال باحترام وإجلال. نحن من ناحية أخرى ترسخ لدينا شعور بالانفصال أخرجنا من التوازن وأدخلنا في المرض، حيث نسينا كيف أن الوعي الجمعي مترابط وتم نسجه بدقة وجمال.


3. نسينا حكمتنا القديمة

في السعي لاكتساب المعرفة العلمية من خلال عقلنة آرائنا، نسينا حكمتنا الموروثة من خلال فتح قلوبنا. نسينا القصص القديمة والحكمة الشعبية التي كانت تصدر من العرافين والحكماء في العصور القديمة الذين عاشوا في وئام مع الكون.


4. نسينا طريقنا وأحلامنا

من خلال الإثارة بعيداً عن مسارنا الداخلي (التركيز على المظاهر الخارجية) نسينا أن نحلم بحلم حياتنا. الأهم من ذلك أننا نسينا كيفية الاستيقاظ من ذلك الحلم وأن نرى طبيعتنا الحقيقية كمبدعين في الحياة مثلما أننا حالمون. نسينا أن لدينا القدرة على نسج الأحلام واستخدام قوة عزيمتنا لتوجيه تلك الأحلام نحو التجلي.


5. نسينا غايتنا

مع الكثير من الثرثرة والضجيج واللهو في هذا الواقع المغفَّل نسينا ما جئنا هنا للقيام به، نسينا غايتنا. نحن عالقون في غفوة جماعية لواقع مزيف تم الاتفاق عليه. فقدنا رؤية أصالتنا، بريقنا الداخلي الذي يدفعنا نحو سعادتنا وتحقيق ذاتنا. نسينا إدراك أننا هنا ككائنات روحية متجسِّدة في شكل مادي وجزء لا يتجزأ من كون متجانس.


6. نسينا بأن الحب هو كل شيء

لعل هذا هو أعمق سر من بين جميع الأسرار، والذي فهمه فقط بعض العرافين على أنه الحقيقة الشاملة لكل شيء. تلك الحقيقة تم إخفائها بعمق في مكان ما بداخلنا، حيث نعلم بأنه عند مرحلة معينة فقدنا الصلة مع الحب. نسينا في نهاية المطاف أن كل شيء هو طاقة ووعي وأن الحب هو البنية الأساسية للوجود الذي يمر عبره كل الطاقة والوعي.


7. نسينا الغفران

من خلال جعلنا نعتقد بأننا منفصلين وبمعزل عن الآخرين وعن أي شيء آخر، نسينا الغفران. الغفران "في أعمق معنى له" هو فعل يذكرنا بأنفسنا أننا واحد سواء مع كل شخص وكل شيء، وأنه لا يوجد ضحية أو جاني. فقط جميعنا مع بعضنا نتحرك معاً في شبكة فعَّالة نسميها الحياة.


8. نسينا أن نكون أحراراً

ذكِّر نفسك بشيء واحد كل يوم: "أنا خُلِقتُ لأكون حراً".

لقد وُلِدنا ونشأنا في واقع حيث الحرية ليست سوى مفهوم. لقد تم تقييدنا بأغلال الخوف، بالمفاهيم الخاطئة، بالأيديولوجيات الزائفة، بالمكافئات المادية التي وُضِعت كأحكام وتشريعات لحماية مصالح القلة. لقد تم جعلنا ننسى بأننا أحرار قادرون على التغيير. نحن أحرار في أن نكون ما نحن عليه دون خوف أو شعور بالذنب.


9. نسينا قوتنا الحقيقية

العيش في خوف جعلنا ننسى كم نحن أقوياء. نسينا قوة إرادتنا الهائلة وعزمنا لتغيير واقعنا. لقد تم تغييبنا إلى أن أصبحنا نياماً نتبع الإشارات المصنوعة بشكل جاهز مثل إنسان آلي.


10. نسينا دروسنا من التاريخ

اذا كان هناك شيء تعلمناه بالفعل من التاريخ فهو مدى سرعة نسياننا لدروسنا. فنحن نحافظ على إعادة نفس الأخطاء مراراً وتكراراً، عالقين بنفس الأنماط من الجشع والتدمير الذاتي. لا يمكننا إلقاء اللوم على أحد أو تحميله الأخطاء التي اقترفتها البشرية في فترة من الزمن، إلا أننا مسؤولون كأفراد بتذكير أنفسنا بأخطاء الماضي ونقلها إلى الوعي الجماعي.


11. نسينا أن نكون بسطاء

الحياة البشرية أصبحت أكثر صعوبة وتعقيداً، فقد أصبحنا مفتونين ببريق الكثرة وليس بقوة القلة. نسينا معنى البساطة وأن نكون بسطاء، فالحياة حقاً بسيطة. البساطة تعني نبذ كل الأشياء والأفكار غير الجوهرية التي تشوش الرؤية على غاية حياتنا وغيرها من الحقائق التي نسيناها.


12. نسينا الثقة والإيمان والتعجُّب

لقد فقدنا افتتاننا بالعالم، ونسينا أن نُذهل ونتعجب من معجزة الحياة. لم نعد نقف برهبة أمام عظمة كل شيء، فنظرتنا المليئة بالشك والسخرية تجاه العالم جعلتنا نفقد الثقة في أنفسنا وفي سحر الكون. نسينا كيف نؤمن، ولعل هذه هي أكبر مأساة للجميع، فقد أضعفت حيويتنا وأفقرت أرواحنا.


المصدر


الأنبياء الكَذَبة


تيل سوان Teal Swan

في عالم اليوم وخلال عصر المعلومات ظهر الكثير من الأشخاص الذين أعلنوا عن أنفسهم كأنبياء، وذلك أكثر من أي وقت مضى. وبالتالي فإن السؤال الذي يطرح نفسه، كيف يمكن التمييز بين النبي الحقيقي والنبي الكذاب أو المزيف؟

النبي الكذاب هو الذي يدعي زوراً هِبة النبوة أو الوحي الإلهي ويستخدم هذه الهبة لأغراض شريرة. هنا تبدأ بمواجهتنا أول مشكلة، ففي كثير من الأحيان يُعتبر شخص ما "نبياً حقيقياً" من قبل بعض الناس ويعتبر في نفس الوقت "نبياً كذاباً" من قبل آخرين. أنا لست استثناءاً لهذه القاعدة (تيل سوان تقصد نفسها)، وفي الواقع هناك أناس يعتقدون أن موقفي في هذا الموضوع أو الشأن بالذات هو مجرد دليل آخر على أنني أنا نفسي نبي كاذب. لذا ما هو بالضبط موقفي من الأنبياء الكذبة؟. في الحقيقة لا يوجد هناك شيء اسمه نبي كاذب!.

لا يمكنك أن تكون منفصلاً عن هذا الوعي الموحد الذي يدعوه الناس بـ الله أو المصدر أو الكون، فكل ما يجري على الأرض هو امتداد له (تجلي أو تجسيد)، لذلك كل شخص هو نبي سواء كان يعرف ذلك أم لا. الله أو الكون ليس انتقائياً فيما يخص من يلهم أو من يتحدث إليه. ما هي اللغة التي يتحدث بها "المصدر" مع الناس؟. إنه يتحدث معهم بطرق عدة وبالأخص عبر التزامن (ما يُسمى خطئاً بالصدفة) وعبر التأمل. ولكن ما تسمعه من الناس وأنا منهم هو ترجمة (أي تفسير المعلومات التي تم إبلاغها من قِبَل الله أو الكون). التفسيرات تعتمد كلياً على المنظور، فكل شخص لديه وجهة نظر يقترحها ولكن وجهة النظر ليست الحقيقة.

المعلم الذي يقول لك بأن تفسيراته تمثل الحقيقة المطلقة لا يساعدك، لأنه في الواقع يبعدك عن اكتشاف الحقيقة بنفسك. بالنسبة لي كل ما أستطيع فعله هو تقديم وجهة نظري، فإذا كانت تناسبك يمكنك الاحتفاظ بها، وإذا لم يحدث ذلك حاول أن تبحث في وجهات نظر أخرى. إذا كنت ترغب في أجزاء من وجهة نظري احتفظ بها وتجاهل تلك التي لا تناسبك إلى أن تشكل وجهة نظرك بشكل كامل. وجهة نظري هي لو أنني كنت الله المتفرد الوحيد هناك، لأردت إنزال أنبياء كذبة كثيرين للتشويش على الناس لدرجة تصيبهم فيها بخيبة أمل حتى من قِبَل المعلمين، وذلك من أجل أن يبدأوا بالبحث عن إجاباتها داخل أنفسهم. الأنبياء الكذبة يتسببون بتحرير أنفسنا من ضعف الحاجة إلى الذهاب للكنيسة للوصول إلى الله أو من الحاجة للتحدث مع الكاهن للوصول إلى الله أو من الحاجة للحصول على إجابات من شخص آخر.

جميع الأنبياء حقيقيون ولا يمكن أن يكونوا مزيفين لأنهم يمنحوننا الفرصة لمعرفة أنفسنا وحقيقتنا بشكل كامل، وهذا هو المدخل للثقة بالنفس. جميع الأنبياء يعلمون الثقة بالنفس سواء بتدريسك مباشرة أو عبر تزويدك بتعليم غير مباشر من خلال توفير الكثير من التناقض الذي أنت وحدك تحدد ما يجب أن تقبله وترفضه. مهمتك ليست العثور على حقيقة ثابتة يتفق عليها الجميع، وإنما إيجاد الحقيقة الخاصة بك لا أكثر ولا أقل.

لدينا إدمانٌ على الحقيقة لأن لدينا إدماناً على أن نكون محقين، لكن لماذا نرغب في الحقيقة بهذا القدر من الإلحاح؟. في الواقع نحن نريد الحقيقة لأننا نعتقد بأنها ستجعلنا نشعر بالارتياح والاطمئنان إلى معرفتها. لا يمكننا تحمل فكرة أن نكون على خطأ، فنحن مقتنعون بأنه ليس هناك فرق بين أن نكون على خطأ وأن نكون منبوذين، مثلما أننا مقتنعون بأنه ليس هناك فرق بين أن نكون على حق وأن نكون محبوبين (أشارت تيل سوان في هذا المقطع إلى موضوع البرمجات السلبية وهو أمر مهم يجب أن يتم تداركه).

الحق والباطل لطالما كانا مجرد وجهات نظر. الشخص الذي قال ذات مرة أن الأرض مسطحة كان مصيباً من وجهة نظره، إذ يقف على الأرض والأفق يبدو مسطحاً أمامه، لذا من منظوره أن الأرض مسطحة. عند تغيير وجهات النظر الأرض لم تعد مسطحة بل كروية، وذلك حدث فقط عند تغيير وجهات النظر حيث أصبحت الحقيقة السابقة خاطئة. إن الشخص الذي اعتقد بأن الأرض مسطحة سيغيِّر حقيقته فقط في حال غيَّر وجهة نظره. نحن نبحث عن المنظور النهائي لكننا لا نفهم أن وجهة النظر النهائية هي توحيد جميع وجهات النظر. الحقيقة المطلقة هي أقرب إلى ما قلته تواً أن جميع وجهات النظر صحيحة، وذلك إذا تم صياغتهم معاً جميعاً ينتهي بك الأمر مع وجهة النظر النهائية أو الحقيقة المطلقة. ما يهم هو حقيقتك لا حقيقة أي شخص آخر. دع حياتك تصبح كوكتيل صُنِعَ خصيصاً لك فقط من العناصر التي يتردد صداها معك، واترك تلك العناصر تصبح مرنة ومتغيرة مع مرور الوقت بسبب وجهة نظرك (وبالتالي حقيقتك) التي ستتغير مع مرور الوقت.

الناس الذين يخشون من الأنبياء الكذبة لا يثقون بأنفسهم، بل أكثر من ذلك فهم يخشون من الحقد. لهذا السبب من المهم معرفة أنه لا يوجد شيء اسمه الشر. كل شيء يحدث على الأرض يكون لأجل سبب واحد، وهو أن الشخص يقوم به لاعتقاده بأنه سوف يشعر بحالة أفضل إن فعله. القتل ليس شراً، إنه يحدث لأن القاتل يريد أن يشعر بشكل أفضل. هذا لا يجعل القتل صحيحاً أو جيداً ولكنه بكل ببساطة يدل أن وراء كل عمل يقع يكون لأجل نية إيجابية. جميع الأعمال البغيضة هي محاولات مضللة لإجراء نية إيجابية. أحد أشهر الأمثلة على ما يعتبره الناس نبياً كذاباً هو "جيم جونز" زعيم معبد الشعوب (يمكن الاطلاع على قصته كاملة من الويكيبيديا). قصته طويلة انتهت بحادثة تسببت بأكبر عملية انتحار جماعية في التاريخ، حيث تم العثور على 909 جثة لأتباعه بعد أن حثهم على الموت دعماً للشيوعية الرسولية. لا تعتقد للحظة واحدة أن "جيم جونز" فكَّر بأذية الناس، فقد كان يعتقد من وجهة نظره أنه يساعدهم حيث أعرب عن اقتناعه بأن الحياة على الجانب الآخر من الموت هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تكون كلها مجانية. هذا المثال لا يُظهر لنا كيف يمكن للناس أن يكونوا أشراراً وإنما يبين لنا مدى خطورة وجهات النظر. كما يُظهر لنا قبل كل شيء كم هو مهم أن تضع ثقتك في نفسك وليس في المعلم أو القائد، إذ يجب التوقف عن اتخاذ جميع أقوال شخص ما على أنها حقيقة، بالإضافة إلى التخلي عن التمييز الخاص لصالح نبي محدد وإلا قد ينتهي الأمر إلى ابتلاع السم المدسوس في العسل.

ليس هناك شيء اسمه "نبي كاذب" لأن جميع الناس أنبياء، وجميع الأنبياء لهم وجهات نظر مختلفة. الدهاء يكمن في العثور على النبي الكامن في داخلك وجعل معرفة النبي أهم معرفة تعيش حياتك من خلالها.


تنويه

في النص الأصلي تم ذكر 7 نصائح تساعد على تنمية الثقة بالنفس لم يتم ترجمتها هنا وإنما سيتم ذلك في موضوع مستقل.


المصدر


معنى الألم


تيل سوان Teal Swan

لا يستغرق الأمر سوى ثلاث ثوان للدخول إلى هذه الحياة حتى نعرف بأن الألم هو جزء منها. ولكن لا يوجد أحد منا يستيقظ صباحاً ليقول: "هدفي هو أن يكون يومي مؤلماً". إن معظم الناس يقضون حياتهم كلها حرفياً في محاولة للهروب من الألم وتجنبه. لو ألقيت نظرة على حياتنا ستجد أن هنالك بعض الأشياء التي نقوم بها لأنها تقودنا إلى البهجة، ولكن الجزء الأكبر من الأشياء التي نقوم بها تحديداً هي للهروب من الألم وتجنبه. نحن نذهب إلى المدرسة ومن ثم إلى العمل حتى نتمكن من ضمان أننا لن نشعر بالألم. نحاول أن نكون حذرين قدر الإمكان في اختيار الشريك (في أي مجال) بشكل مضمون قدر الإمكان كيلا يتوجب علينا الشعور بالألم والحسرة. نتزوج حتى نتمكن من ضمان أننا لن نشعر بألم الفراق. نأخذ حبوب منع الحمل كيلا يتوجب علينا الشعور بالألم المرتبط بالصدمات العاطفية السابقة. نضع المال في صندوق التقاعد كيلا يتوجب علينا الشعور بالألم حيث العمل إلى الأبد. لذا بمجرد إلقاء نظرة على حياتك بموضوعية سترى مقدار ما تعيشه للهروب من الألم أو تجنبه. هذا ليس خطأك، فقد تم فعلياً تصميم جميع الأنواع على الأرض لتجنب الألم والحصول على المتعة. لقد تم تصميمنا لحركة مستمرة بعيداً عن الألم ونحو المتعة، وهذه ليست عملية موجعة إلى أن نضيف معنى الألم إليها. حتى نجعل للشعور بالألم معنى يتوجب علينا مقاومة الألم نفسه. لذا ما الذي نعرفه عن المقاومة؟ إن كل ما نقاومه يستمر في وجوده. معظمنا مذعور تماماً من الألم بسبب ما أحرزناه له من معنى.

حتى الآن أريدك أن تسأل نفسك وتجيب بعمق وصدق ممكن من جوهر وجودك. ما الذي قمتَ به لجعل معنى للألم؟ فيما يلي مثال لشخص ما. "قد يعني الألم لجماعة ما أنهم فعلوا أو يفعلون شيئاً خاطئاً، وبالتالي فإنهم يحتاجون إلى تصحيح شيء أو تغييره على الفور. إذا لم يصححوا الشيء الخطأ هذا قد يعني لهم أنهم مكروهون، ليسوا جيدين وغير مرغوب بهم، وذلك يؤدي إلى تعرضهم لأن يكونوا مرفوضين ومنبوذين. إذاً الألم يعني التعرض للرفض والوحدة. الإنسان المادي كونه من ضمن الفصيلة الاجتماعية، لذا فالوحدة بالنسبة له تعادل الموت. في الحقيقة بالنسبة للكثيرين منا العَزل قد يكون أسوأ من الموت. لذلك قد نفضل الموت على الوحدة. إذا كان هذا هو الحال يصبح الألم مصيراً أسوء من الموت". إذا كنا هذا الشخص فإننا سنصبح مذعورين من الألم. إذا كنا هذا الشخص حيث جعلنا الشعور بالألم يرتبط بالخطأ وبالتالي بالسوء، سنكون متهورين لنخرج من الألم في المرة القادمة التي نشعر فيها به. سنعيد بشكل متواصل التفكير والقلق وحينها ستكون حياتنا غير مجدية، مجرد محاولة يائسة للسيطرة على الظروف الخارجية.

هذا ما يفكر به معظمنا حيث نعتقد بأن الألم خطأ وبالتالي سيء. إذا شعرنا بالألم فإننا نعتقد بأن شيئاً ما حدث بشكل خاطئ وفظيع. لقد أقرَّت الممارسات الروحية الحديثة أن العواطف أشبه ما تكون بالبوصلة. عندما نتفق مع فكرة أننا نخلق واقعنا الخاص في عقولنا نبدأ في استخدام الطريقة التي نشعر بأنها تشير إلى ما نخلق طريقته ونجذب ما نريد خلقه أو ما إذا كنا بصدد إنشاء وجذب شيء لا نريد إنشاءه. فجأة العواطف السلبية والألم يصبح العدو رقم واحد لنا، ويصبح تصور الألم على أنه خطأ وحينها يصبح الألم خطئاً. لذا نحن بحاجة إلى تغيير جذري للطريقة التي نرى بها الألم. الألم ليس سيئاً أو خطئاً وإنما إشارة إلى أنك على قيد الحياة، لأن فقدان الإحساس هو إشارة إلى أنك لم تعد حياً. الألم هو أيضاً تجربة متعددة الأبعاد تنطوي على الجانب المادي والعاطفي والعقلي لوجودنا. هذا يعني بأن الألم الجسدي يسبب الألم العاطفي والعقلي، والعكس صحيح. بغض النظر عما إذا كنت تتصور الألم كبداية من المستوى المادي أو العاطفي أو النفسي فالأمر سينتهي بالانطواء على جانبين من جوانب وجودنا الأخرى.

عندما نشعر بالألم فذلك يدعو اهتمامنا وتركيزنا إلى كل ما نحتاج لوجوده. هذا هو السبب الحقيقي في أن المعاناة كانت المدخل الرئيسي إلى التنوير للعديد منذ آلاف السنين. وجود وعيك يحول المعاناة إلى صحوة، وبسبب هذا لا ينبغي أن يكون هدفنا جعل الألم يذهب بعيداً. نحن بحاجة للسماح للألم بأن يُبدي لنا ما يحتاجه ليكون ظاهراً ومعروفاً، فهو ينبهنا عندما لا نكون على المسار الصحيح، لأنه أحد المظاهر الهامة للشفاء. ما تعتبره الأدوية الحديثة في النهاية ألماً هو في الواقع يطلق آليات الإصلاح، فهو ينبهنا إلى جوانب في أنفسنا تحتاج لأن تعود إلى المسار الصحيح حتى نصل إلى الكمال. الغرض من الحياة هو تسهيل الوعي ليصبح واعياً بذاته. الألم يدعونا لأن نصبح واعين بأنفسنا فهو محفز للمعرفة الذاتية حيث ينبهنا من سبات اللاوعي لدينا، وعلى هذا النحو فإن الأشخاص الذين يعانون من الألم لديهم فرصة للاستيقاظ. إنه نظام ارتجاع بيولوجي يحكي لنا عن أنفسنا، بل هو رسول. في كثير من الأحيان عندما نفكر بأن الألم سيء فكأننا نطلق النار على الرسول.

الألم يعد حافزاً للتوسع، فالكون يتوسع عندما نتوسع نحن نتيجة لتشكيل ميزات جديدة. كما يتسبب لنا في أن نصبح مدركين تماماً لما هو مطلوب بشكل أساسي ولما هو ليس مطلوباً بحيث يمكننا المضي في اتجاه ما هو مطلوب وبالتالي التوسع. العملية برمتها والتي نسميها التطور هي في الواقع نتيجة ثانوية للألم. إنه يخلق شخصاً متمكناً للغاية. في كل وقت يعطينا الألم الفرصة لنصبح على بيِّنة من سببه، حيث يتوجب علينا مواجهة جانب من أنفسنا وحياتنا الذي يخيفنا أو نحاول تجنبه. من خلال ذلك نحن نصبح أكثر تفاعلاً وأكثر حضوراً مع أنفسنا وأكثر راحة في مواجهة المخاوف. إننا نطور نوعاً من المناعة المرنة.

الألم هو التباين حيث نحتاج النقيض لنصبح مدركين. لا يمكننا فهم السواد بدون البياض، ولا يمكننا أن نفهم أو نختبر المتعة حقاً دون معرفة الألم. بهذه الطريقة الألم يثري الحالات العاطفية الإيجابية، وفي واقع الأمر يزيد من قدرتنا على المتعة. إذ للدرجة التي عانينا عندها، نحن قادرون على المستوى الآخر من السرور والبهجة. الألم هو أيضاً بذرة الرحمة. يجب علينا أن نعرف الألم لندركه في حالته الأخرى. يجب علينا أن نعرف الألم لنهتم بما فيه الكفاية لخلق عالم خال من المعاناة. الألم هو الحافز لتحسين جميع علاقاتك سواء مع الحياة، مع أشخاص آخرين، مع الكون بأسره، وعلاقتك مع نفسك. يصبح الألم معاناة عندما لا يستجيب للوجود، عندما يصبح خامداً، مقموعاً، منكَراً، منفيَّاً، مدفوعاً للماضي وعندما يتم تجاهل المعنى الذي أضافه. أنت لا تحتاج لأن تعاني بسبب الألم، فالمعاناة مرتبطة بالإدراك. بعبارة أخرى المعاناة هي ما يحدث عند جعل الألم في حد ذاته يعني شيئاً سلبياً. من المعروف جيداً أن الألم تم اختباره بشكل مختلف من قبل الأشخاص الذين جعلوا للألم معنى إيجابي بدلاً من السلبية. خلال الحرب العالمية الثانية تم التبليغ على نطاق واسع بأن عدداً كبيراً من الجنود تم إجراء عمليات جراحية لهم دون مخدر لأنهم افتخروا بجراحهم. لهؤلاء الأفراد لم تعد جراحهم تسبب معاناة بسبب ما تعنيه لهم. هذا يخبرنا أننا بحاجة لتغيير المعنى الذي أضفناه إلى الألم.

عالج الألم مثل معلم وتعلم من ألمك. تصور الألم، شاهده في عقل، ما لونه؟ ما ملمسه؟ متى بدأ؟. إذا كان يمكن لألمك التحدث إليك، ما من شأنه أن يقول؟ ماذا يحتاج؟ علينا أن نكون على استعداد لاختيار أن نكون حاضرين مع آلامنا والاستسلام لها لاستخدامها وتحويلها إلى أنفسنا. أنظر لحقيقة أن الألم رفيق للتحسن وليس خصماً. غالباً ما نصبح متطابقين مع آلامنا، هذه حقيقة لا سيما إذا كنا في الألم لفترة طويلة. ولكنك لست ألمك، فالألم هو تجربة تماماً مثل التموجات على الجزء العلوي من بحيرة، لذا هي مجرد اضطرابات في مياه البحيرة وليست البحيرة بأكملها. قد نستفيد من آلامنا بتخيلها مثل كينونات مستقلة عنا. عندما نشعر بالألم يمكننا رؤية أن هذا هو كيان الألم الذي يكون "عبئاً" علينا أو "حافزاً" لنا. عندما نعاني الألم المزمن فذلك يعني أن الألم لم يعد تجربة بالنسبة لنا. فنحن لم نستخدم الألم لخلق التغيير الذي يخبرنا به لفعله وبدلاً من ذلك أصبحنا نحن الألم.

الألم هو واقعنا وهويتنا. إذا أصبحت الأنا متطابقة معه، بالتالي ترى أنه ضروري لبقائها. علينا أن نسأل أنفسنا بصدق على الأسئلة التالية :

ما الشيء السيء الذي سيحدث لو جلست مع ألمي وسمحت له عوضاً عن محاولة جعله يذهب بعيداً؟
ما الذي من شأنه أن يأخذه أو ما يجب أن يحدث بالنسبة لي للسماح لألمي؟
ما الشيء السيء الذي سيحدث إذا كان الألم حقاً لم يذهب بعيداً؟.

لقد تم برمجتنا في مجتمعنا الحالي بألا نشعر بشيء. لقد تكيفنا للاعتقاد بأن الشعور بالألم (أو غيره) على حد سواء لا لزوم له وأنه شيء سيء، ولهذا فشلنا إلى حد ما. هذا الموقف زودنا بجميع أنواع الإدمان من خلال إقناعنا بأنه يجب علينا الهروب من الألم بأسرع ما يمكن. ذلك تسبب لنا بمقاومة الألم وبالتالي الشعور بالمزيد منه. في المرة القادمة التي تشعر بالألم ذكِّر نفسك أن الألم هو الحافز الحقيقي لتغيير الحياة. إنه واحد من أفضل الأشياء التي يمكن أن تحدث لك. إنه ليس مؤشراً على أن هنالك شيئاً خطئاً، تماماً مثل تقلصات الولادة التي ليست مؤشراً على أن هناك شيئاً خطئاً. الألم يدل على أنك تتوسع وتتحول لتصبح واعياً ومدركاً. أنت تتطور إلى ما يراد لك أن تكونه وأن تُمنح ولادة لذات وحياة جديدة.


المصدر


الأحلام



تيل سوان Teal Swan

الحلم هو سلسلة من الأفكار والصور والأحاسيس يتلقاها المرء أثناء النوم.

ولكن ما هو الحلم بالضبط؟

عندما ننام يعود وعينا إلى المنظور غير المادي. إنه أشبه ما يكون بالموت ولكن بصورة مصغَّرة حيث نعود إلى المصدر نظرياً فقط. عندما نحلم يكون وعينا الأساسي خارج الجسد، حيث نختبر واقعاً ذو بُعد عالي التردد. نحن نمارس تجربة الخروج من الجسد وإن لم نكن واعين بذلك. في الحلم جانب الدماغ المُتحكم بوظيفة الحركة يتم تعطيله، وذلك بسبب انفصال وعينا عن جسدنا. الأحلام لا تحدث كل ليلة. عندما تكون في حالة اليقظة، يتم تحميل الأحلام إلى وعيك أثناء تركيزه ضمن وخلال الأبعاد العُليا (الخامس والسادس) حيث إلى المنظور المادي. يتم تحميل الاهتزاز وترجمته كي يمكن للعقل خلق معنى له. الترجمات التي يقوم بها العقل ندعوها بالأحلام.

الأحلام هي انعكاس مباشر لما يحدث معك بشكل اهتزازي. عندما تذهب إلى النوم، لا تقوم بعملية خلق نشاط في واقعك، لكن الأشياء التي قد تعرضت لعملية خلق لا تزال نشطة بداخلك. الأشياء التي كنت قد فكرت بها والمشاعر التي كنت قد شعرت بها في يقظتك وما ظهر في واقعك دائماً في صراع. أحلامك هي دائماً تجليات ذبذبية لما كنت قد فكرت وشعرت به أيضاً. في الحقيقة الأحلام هي معاينة للواقع قبل تجليه عند اليقظة، لذا تعد الأحلام أداة رائعة للتوعية قبل التجلِّي. أي شيء تركز عليه أو تعيره اهتماماً سيظهر كحلم.

مثال على الكيفية التي سوف يختارها العقل كبُنية للأحلام التي تكون أقرب انعكاس للاهتزاز ذاته الذي يكون أثناء اليقظة، فقد تشعر كما لو أن رئيسك في العمل يثير بك الخوف في كل مرة يدخل بها إلى المكتب. في الحلم، أقرب انعكاس للشعور الفعلي الذي تحس به هو أنك قد تحاول تجنب أن تُؤكل من قِبَل تمساح. لذا سوف تحلم بالتمساح، دون أن تدري بأن فكرة التمساح تمثل رمزياً رئيسك في العمل. في اليقظة قد لا ترغب بالاعتراف بمدى خوفك من رئيسك في العمل. قد تشعر بالتوتر تجاه وعيك بهذا الخوف من خلال التفكير أنه من الطبيعي الشعور بشكل سيء تجاه سلطته أو مجرد تجنبه. هناك فرق بين ترجمة الاهتزازات بالنسبة لك في حالة الحلم وبين مثيلتها في حالة اليقظة على الرغم من أن الاهتزاز هو ذاته. هذه هي خصوصية الحقيقة النسبية للخبرة المتواصلة في عالم الأحلام مقابل الحياة الواقعية. الحلم موجود لمساعدتك في الوصول إلى ما لا ترغب بالاعتراف به. أنت لا تفكر ولا تشعر بذلك عن عمد، ولكنك تفعل ذلك.

هناك مرحلتين متميزتين من النوم

يشير العديد من العلماء إلى هذا الأمر بما يُسمى دور REM ودور عدم REM. بشكل عام، عدم REM يتعلق بالماضي، أما REM فيتعلق بالمستقبل. في دور عدم REM بالحلم نحن نعالج الذكريات مما يجعلها مفيدة عبر التعلم منهم (أي من الماضي). أما في دور REM بالحلم فنحن في حالة ابتكار أو محاكاة خلال النوم، حيث نحاول أخذ المعرفة التي نعالجها في دور عدم REM ومحاولة نقلها إلى المستقبل لخلق شيء جديد. نحن نحل المشكلة عبر ربط الماضي مع المستقبل بطريقة تعود بالفائدة لتقدمنا. نحن نحاول الوصول أو تفعيل الإمكانيات عبر بناء الحلم حيث نتمرن لخلق واقعنا. على سبيل المثال، في دور عدم REM قد نحلم بالتزلج، وقد نحلم بأننا نُدفن في انهيار جليدي ونحاول إيجاد طريقنا للخروج من الثلج. هذه المحاكاة قد تكون انعكاساً لحقيقة أننا في الحياة نشعر كأننا محاصرين، وأنه قد تكون مساعدة لنا كي نجد وسيلة للتحرر.

الكوابيس

تعتبر الكوابيس أكثر من أي نوع آخر من الأحلام كمراجعات (بروفات) محاكية للتهديد كي نكون مستعدين للبقاء على قيد الحياة إذا استمرينا بمواجهة تهديد مماثل في الحياة الواقعية.

إذا كنت تريد أن تعرف بشكل إجمالي عن الاهتزاز الخاص بك في الحياة ألقِ نظرة على موضوعات أحلامك وخاصة الأحلام المتكررة. على سبيل المثال، قد تكون وحيداً في كل أحلامك، وهذا يعني أن الشعور بالوحدة هو الموضوع المهيمن في يقظتك. قد تكون في خطر في كثير من أحلامك، هذا يعني أنك تشعر بعدم الأمان في يقظتك. ربما تطير في العديد من أحلامك، وعلى افتراض أن هذا ليس مجرد تصور عقلك في التحرك خارج الجسد، فإنه قد يعني أنك في يقظتك تشعر بالحرية أو تملك رغبة قوية للهروب من الضغط. الرغبة هي اهتزاز قوي في داخلنا، وهذا سبب أننا غالباً ما نحلم بما ننشده.

سبب عدم تذكر الأحلام

كثير من الناس لا يتذكرون أحلامهم. عادة يكون ذلك بسبب الأنا (Ego) التي تساهم في عملية إنكار بعض جوانب النفس، وبالأخص محتويات العقل الباطن. عندما يصبح ترددك عالياً في يقظتك وتصبح أكثر حساسية (أي يصبح الشخص مستنيراً) سيكون من الأسهل أن تتذكر الأحلام بسبب أن التردد الخاص بك سوف يكون أقرب إلى البُعد الخامس والبُعد السادس، حيث توجد هذه الحقائق قبل ظهورها.

ما هي بعض الأشياء التي يمكنك القيام به مع أحلامك؟

أقترح عليك أن تبدأ بتسجيل الحلم. فحالما تستيقظ قم بتسجيل جميع التفاصيل التي يمكنك تذكرها عن أحلامك. امنح اهتماماً لما تشعر به خلال تجربتك في أحلامك وحاول مراقبتها خلال يقظتك. ما تشعر به خلال يقظتك مماثل لذلك. هذا سيساعدك على معرفة التجارب في حلمك بشكل رمزي والتي ستتضح في يقظتك.

طريقتي الشخصية المفضلة للتعامل مع الأحلام التي تحدث هي في الواقع الأكثر دقة لتفسير رموزها وتأخذ شكل الدخول في تجربة الإدراك. اكتب حلمك كما لو كان يحدث في الحاضر ومن ثم اذهب إلى داخله، أو كن كل جانب هام من الحلم ومن ثم استكشف وعبِّر عن وجهة نظرك كما لو كانت تجري في الحاضر.

على سبيل المثال، دعونا نقول أن لدي حلماً حول تمساح في المستنقع، وكان هناك كوخ تم تحطيمه من قِبَل المستنقع، والتمساح أكل والدي. أودُّ أولاً تسجيل التصورات والمشاعر عن نفسي. ثم يهمني التحول لمنظور المستنقع نفسه وأقول تصوراتي ومشاعري هكذا.... أنا المستنقع، أنا قديم ومليء بالأسى، فأنا وحيد والناس تتجنبني وأريد الخوض داخل مياهي، التمساح هو رفيقي الوحيد ....الخ. ثم تحول إلى منظور الكوخ وحالة التصورات والمشاعر. ثم سأكون التمساح، وبعد ذلك سأكون والدي الذي يُؤكل. افعل هذا مع العديد من العناصر لتتمكن من تشكيل صورة كاملة. انظر كيف أن ذلك يغيِّر إدراكك للحلم. كل جانب من جوانب حلمك هو في الواقع تعبير عن نفسك أو منظورك للحياة. بعبارة أخرى كل جزء من الحلم هو حالم، وهذا هو استكشاف العقل الباطن. القيام بذلك يتيح لنا إعادة امتلاك الكِسَر أو الانشقاقات في جوانب أنفسنا.

إذا كنت تريد أن تحلم بشيء محدد يمكنك ذلك. قبل أن تذهب إلى السرير، حدد النية. للقيام بذلك ببساطة ركِّز على كل ما تريد أن تحلم به لمدة 5 دقائق وكرر "أريد أن أحلم بكذا وكذا ......". يمكنك القيام بذلك أيضاً مع الأسئلة التي تريد إجابة حولها. في الواقع، العديد من الاختراعات كانت نتيجة ثانوية لهذا النوع من الحلم.

الأحلام هي أحد جوانب حياتنا التي لا تُقدر بثمن، فهي نافذة إلى عالمنا الداخلي. يمكنها أن تلعب دوراً رئيسياً في توسيع نطاق أعمالنا وكذلك تقدمنا تجاه التحول للوعي التام.

جميعنا أحلام سواء كنا ندرك ذلك أم لا. في الواقع، هو حلم لم يكتمل بعد يُدعى الحياة.


المصدر

هل توأم الشعلة أو رفيق الروح موجود


تيل سوان Teal Swan

نحن نعيش في كون كل ما فيه واحد. هذا "الوعي المُوحَّد" ببساطة يعبر عن نفسه بطرق مختلفة. أنت تعبير عن وعي مُوحَّد، بنفس المبدأ صديقك أو صديقتك هو تعبير عن الوعي المُوحَّد، وبنفس المبدأ الأريكة التي في غرفة المعيشة هي تعبير عن الوعي المُوحَّد. لذا فالقول بأن تعبيراً واحداً من هذا الوعي المُوحَّد هو أكثر خصوصية أو أهمية من أي شيء آخر هو مجرد سوء فهم. في الحقيقة إنه عند المستوى الأعلى من الوعي الروحي كل شيء وكل شخص في الوجود هو توأم روحك أو رفيق روحك لأن كل ما في الكون هو واحد، أي كل ما هو موجود هو أنت. لذا فإن الفردية التي تعاني منها حالياً هي مجرد وهم. ولكن عندما نناقش مسألة توأم الروح أو رفيق الروح، فنحن نناقش الحقيقة من منظور أكثر محدودية، أقرب ما يكون للمنظور المادي الذي يعترف بالاختلاف والتفرد كحقيقة موضوعية.

معنى توأم الروح بحسب ما هو شائع

عندما يقول معظمنا توأم الروح أو رفيق الروح ما نعنيه هو اتصال روح أو علاقة بين نصفين لنفس الروح. النظرية الشائعة لتوأم الروح هي أنه في بداية الزمن خُلقنا كروح كاملة انقسمت إلى نصفي روح، (نصف أنثوي والنصف الآخر ذكري). الروح المنقسمة بعد ذلك تم إلقائها على الأرض من أجل أن تبحث عن قسمها الآخر. القسمان سوف يتجسدان مرة أخرى خلال الحياة مع شوقهما لبعضها البعض، وعندما يلتقيان أخيراً سيتحدان ويعيشان في الحب ثم سيغادران هذا المستوى المادي كروح واحدة كاملة. هناك الكثير من العيوب حول هذه النظرية، إذ لا يوجد كائن منفصل عنك يلقي الأرواح أسفلاً إلى الأرض. أيضاً هذه النظرية تنسب صفات للأرواح وهذا أقرب منه للمادية من الحيوية. الروح ليست كتلة من الطاقة كالجسم الذي هو كتلة من العظام واللحم. لذا يُعتقد بإمكانية فصل الروح إلى اثنين على أنها كتلة من الطاقة، ولكن في الواقع الروح ليست أكثر من تدفق للوعي لا يمكن فصله إلى نصفين.

مثال لفهم طبيعة الروح

دعونا نتظاهر بأن هذا الوعي المُوحَّد أو هذه الوحدانية التي نتحدث عنها (ندعوه في كثير من الأحيان بالإله أو المصدر) محيط لا حدود له. جميع المياه تأتي من هذا المحيط، وبناء على ذلك فالأنهار والجداول هي إسقاطات للمحيط، لأن الأنهار متفرِّعة عنه والجداول متفرِّعة عن الأنهار، أي أنهم لازالوا متشكلين من مياه المحيط. مجازاً ما نسميه توائم الروح هم فقط الأنهار التي ظهرت من المحيط (تدفقات الوعي التي ظهرت من الوعي المُوحَّد)، وما نسميه الأرواح الفردية هي تجربة مسار تناسخ محدد، وهي فقط الجداول التي ظهرت من تدفق معين. يمكن لهذه الجداول أن تظهر بشكل مادي ككائنات متعددة في وقت واحد، حيث يمكن لروحك في جوهرها أن تتجسد هنا على الأرض كأفراد متعددة، بشرية وغير بشرية. في كثير من الأحيان إذا فرَّ أحد مظاهرك إلى مظهر آخر لك، لن يكون إدراكك واعياً له. إذا كنت في حالة من الاتزان مع ذاتك (شعور إيجابي)، وحدث أن التقيت مع مظهر آخر لك ستدرك بشكل فوري شعوراً من التوحد والعودة للمنزل، لأن التوحد والمنزل في جوهرهما أقرب لك بقوة عندما كنت تواجه تدفقك الروحي (الجدول) مما تكون عليه لو واجهت تدفقاً روحياً (الجدول) آخر. في نهاية المطاف ننجذب نحو الحقيقة المطلقة في الكون وهي أننا جميعاً واحد. وهذا يعني عندما تكون متزناً سوف تلتقي ذلك الشخص أو أولئك الأشخاص الذين هم إسقاطات أخرى لنفس روحك وسوف تنجذب بشكل غير محدود لهم. نحن نكون أقرب إلى حقيقة الوحدانية عندما نكون معهم وهذا هو الشعور أن يكون الشخص "مكتملاً" من قبل شخص ما. هكذا يكون إدراك الذات في شخص آخر.

توأم الروح ليس بالضرورة أن يكون مخالفاً بالجنس!

وجهة النظر التقليدية حول رفيق الروح أو توأم الروح هي أنه يجب حدوثه بين مظاهر مزدوجة (ذكر وأنثى)، وهو ليس بالضرورة أن يكون كذلك. قد نصطدم بعثورنا على الوحدة مع مظهر من تدفقنا الروحي الذي يتجسد بنفس جنسنا. عندما يكون هذا هو الحال إما تتبعه صداقة شديدة، أو أننا سنواجه نفس المستوى من الرومانسية والجاذبية الجنسية، كتلك التي تكون عند رفيق الروح من الجنس الآخر اللذان سيكونان زوجان لبعضها البعض.

كيف يمكن معرفة حدوث التقاء بتوأم الروح؟

هذه لائحة من الصفات التي اتفق عليها معظم الخبراء، حيث ستأتي جنباً إلى جنب مع علاقة توأم الروح:

  • كان لديك أحلام أو رؤى عن هذا الشخص قبل لقائه فعلياً في هذه الحياة
  • شريكك يعكس مشكلاتك الخاصة، مخاوفك، اضطراباتك، ولكن يمكن أيضاً أن يكمل كل منكما الآخر من خلال المهارات، المواهب، القدرات. أنتما التجسيد الأقصى لقوتي ين / يانج
  • قد تكونا من أعمار مختلفة، من نفس الجنس أو من الجنس الآخر، من خلفيات مختلفة إلى حد كبير (اختلاف في الأديان أو الثقافات)، ولكن تشعر بشكل لا يصدق بالوحدة أو شعور لا يُضاهى من التوحد مع شريك حياتك
  • يشعر كل منكما بأعراض الآخر، الأمراض، والعواطف حتى عندما لا تكونان بالقرب من بعضكما البعض
  • الحب غير المشروط لشريك حياتك لا مثيل له. من المحتمل أن يكون لشريكك عادة معينة، خاصية أو أمتعة من شأنها أن تكون ثقيلة عليك. ومع ذلك يجب التغاضي عن هذا الأمر أو عمله عن طيب خاطر مع الشريك بغض النظر عما يتطلبه
  • التقيت شريك حياتك بعد إجبارك على تطوير قدر من القبول الذاتي أو التوافق مع الذات
  • الأصدقاء، أفراد الأسرة، وغيرهم ضمن الدائرة الخاصة بك يتأثرون ويتذللون ويتحركون بشدة بسبب هذه العلاقة. هم أيضاً يشعرون بشكل واضح أن هناك شيئاً في الكون يعمل باتحاد، والبعض يتخوف جداً من هذا
  • النمو الذي يختبره والدروس التي يتعلمها الشخص الذي أصبح في علاقة مع توأم الروح هم الأكثر أهمية. يحدث هذا بسرعة أكبر وأقوى من أي تجربة أخرى أو فترة من النمو في حياته


كيف يمكنك مقابلة توأم روحك أو رفيق روحك؟

ابحث عن القبول لذاتك. لا يهم الناس الذين التقوا رفاق روحهم أو توائم روحهم القيام بذلك (البحث عن القبول لذاتك) بعد إجراء التغيير الإيجابي الكبير في كيفية اقترابهم من أنفسهم. إنه بشكل طبيعي جداً أن تكون علاقة رفيق الروح واحدة حيث يحمل شريكنا مستويات مكثفة من التركيز الإيجابي تجاهنا. أن تكون في صراع للقاء شخص آخر والذي سوف يركز بهذا النحو تجاهنا، يجب أن نركز على هذا النحو تجاه أنفسنا. لقاء رفيق روحك يستدعي قبول الذات بشكل جذري. قبول الذات هو نتيجة التركيز نحو نفسك مع سلوك الاستحسان أو القبول.

من المفارقات أن الأشخاص الروحانيين هم أقل الناس عرضة للانخراط في علاقة مع رفيق الروح لأنهم عموماً ملتزمون بشكل مفرط في مسار تحسين الذات. إن أردت تحسين نفسك فهذا يعني أنك ركزت سلباً على نفسك وبالتالي ركزت على عيوبك. مواصلتك السير في هذا الطريق لن تمكنك من مطابقة الذبذبات مع شخص يراك بطريقة مثالية كما أنت. لا يمكننا أن نصبح متطابقين مع رفيق الروح، إذا كان هنالك أشياء نريد تغييرها عن أنفسنا، فنحن نريد التغيير لأننا نحب أنفسنا ولاعتقادنا أن التغيير يضيف لنا السعادة، ليس لأننا غير راضين عن أنفسنا ونعتقد بأن التغيير سوف يجعلنا محبوبين أكثر. هذا يعني التوقف عن محاولة تغيير نفسك لتكون في مكان تلتقي فيه بأحد ما سوف يحبك. بدلاً من ذلك إسعى لإيجاد القبول لنفسك تماماً مثلما كنت كما لو أن شيئاً لن يتغير أبداً عنك لبقية حياتك. التظاهر بأن كل عيب لديك سيكون لديك حتى النهاية، وابدأ بعرض تلك العيوب في بصورة إيجابية.

أفضل ممارسة تقوم بها للبقاء على تواصل مع رفيق روحك أو توأم روحك هي التدرب على قبول الذات. كل صباح عندما تستيقظ اختر الشيء الوحيد الذي كنت لا تقبله أو لا تستحسنه عن نفسك. ثم تحدَّ نفسك للتفكير خارج الصندوق (استنبط المساعدة من الآخرين لتفكر خارج الصندوق) واكتب قائمة كبيرة من الأشياء التي تجعلك تشعر بتحسن من خلال ذلك الشيء والذي يمكنك من قبول هذا الشيء بدلاً من عدم قبوله. على سبيل المثال، دعونا نقول أنا أكره أن أكون غير مستقر عاطفياً. سأكتب "أنا غير مستقر عاطفياً" في الجزء العلوي من الصفحة واكتبُ قائمة بالأشياء التي تساعدني على الشعور بالرضا عن حقيقة أنني غير مستقر عاطفياً مثل:

  • أنا أعطي الناس الآخرين الإذن أن يكونوا حيث هم
  • أنا حقيقة، بدون مظاهر مزيفة
  • كان بوذا غير مستقر عاطفياً (لقد تخلى عن حياته بعد أزمة عاطفية)
  • الأزمة تؤدي إلى اكتشاف الذات
  • أعرف أين أنا في العلاقة وحيث تكون العلاقة
  • علاقاتي غير مملة، فهي عميقة ومثيرة
  • عندما لا أكون مستقر عاطفياً، أنا لا أختبأ من شريكي، لأنه يعلم بالضبط كيف أنا ومن أنا
  • لدي الكثير من العلاقات المزدهرة
  • أحصل على الحب العاطفي والدعم من الآخرين عندما أكون غير مستقر عاطفياً
  • أنا مرآة ضخمة لأشخاص آخرين
  • إذا كانت العواطف نظام توجيه، فلدي بوصلة كبيرة داخلي، وأنا أقل عرضة لفقدان طريقي
  • أنا بصحة جيدة وليس لدي إدمان على شيء لأنني لا أقمع ولا أستطيع الهروب من العواطف
  • الاستقرار يساوي قمع ومظاهر مزيفة معظم الوقت، وهي ليست سمة شخصية جيدة
  • حينما أتعرض لهجوم، تأتيني شجاعة هائلة
  • أنا جيد في إنقاذ الطفل داخلي. لا بد لي أن أشعر بشكل أفضل، لذلك أنا أشفى بشكل أسرع من أي شخص التقيته
  • وصولي إلى الوعي أسرع


الخلاصة

هل رفيق الروح أو توأم الروح موجود؟ نعم، لكن هذا لا يعني أنك غير مكتمل بدونه. ببساطة سوف تشعر أنك أكثر اكتمالاً عندما تكون معه، لأن كونك معهم أو معه يجعلك أقرب إلى التوحُّد الذي هو المنطلق الأساسي لهذا الكون. وتخيل ماذا؟ إذا كانت رغبتك بلقاء توأم روحك أو رفيق روحك فهذا يعني أنه لديك واحد أو أكثر. في المقام الأول لن يكون هنالك رغبة بهم إذا لم يكونوا موجودين، وإذا كنت لا تسعى للقائهم.


المصدر