الأحد، 28 فبراير 2016

الأحلام



تيل سوان Teal Swan

الحلم هو سلسلة من الأفكار والصور والأحاسيس يتلقاها المرء أثناء النوم.

ولكن ما هو الحلم بالضبط؟

عندما ننام يعود وعينا إلى المنظور غير المادي. إنه أشبه ما يكون بالموت ولكن بصورة مصغَّرة حيث نعود إلى المصدر نظرياً فقط. عندما نحلم يكون وعينا الأساسي خارج الجسد، حيث نختبر واقعاً ذو بُعد عالي التردد. نحن نمارس تجربة الخروج من الجسد وإن لم نكن واعين بذلك. في الحلم جانب الدماغ المُتحكم بوظيفة الحركة يتم تعطيله، وذلك بسبب انفصال وعينا عن جسدنا. الأحلام لا تحدث كل ليلة. عندما تكون في حالة اليقظة، يتم تحميل الأحلام إلى وعيك أثناء تركيزه ضمن وخلال الأبعاد العُليا (الخامس والسادس) حيث إلى المنظور المادي. يتم تحميل الاهتزاز وترجمته كي يمكن للعقل خلق معنى له. الترجمات التي يقوم بها العقل ندعوها بالأحلام.

الأحلام هي انعكاس مباشر لما يحدث معك بشكل اهتزازي. عندما تذهب إلى النوم، لا تقوم بعملية خلق نشاط في واقعك، لكن الأشياء التي قد تعرضت لعملية خلق لا تزال نشطة بداخلك. الأشياء التي كنت قد فكرت بها والمشاعر التي كنت قد شعرت بها في يقظتك وما ظهر في واقعك دائماً في صراع. أحلامك هي دائماً تجليات ذبذبية لما كنت قد فكرت وشعرت به أيضاً. في الحقيقة الأحلام هي معاينة للواقع قبل تجليه عند اليقظة، لذا تعد الأحلام أداة رائعة للتوعية قبل التجلِّي. أي شيء تركز عليه أو تعيره اهتماماً سيظهر كحلم.

مثال على الكيفية التي سوف يختارها العقل كبُنية للأحلام التي تكون أقرب انعكاس للاهتزاز ذاته الذي يكون أثناء اليقظة، فقد تشعر كما لو أن رئيسك في العمل يثير بك الخوف في كل مرة يدخل بها إلى المكتب. في الحلم، أقرب انعكاس للشعور الفعلي الذي تحس به هو أنك قد تحاول تجنب أن تُؤكل من قِبَل تمساح. لذا سوف تحلم بالتمساح، دون أن تدري بأن فكرة التمساح تمثل رمزياً رئيسك في العمل. في اليقظة قد لا ترغب بالاعتراف بمدى خوفك من رئيسك في العمل. قد تشعر بالتوتر تجاه وعيك بهذا الخوف من خلال التفكير أنه من الطبيعي الشعور بشكل سيء تجاه سلطته أو مجرد تجنبه. هناك فرق بين ترجمة الاهتزازات بالنسبة لك في حالة الحلم وبين مثيلتها في حالة اليقظة على الرغم من أن الاهتزاز هو ذاته. هذه هي خصوصية الحقيقة النسبية للخبرة المتواصلة في عالم الأحلام مقابل الحياة الواقعية. الحلم موجود لمساعدتك في الوصول إلى ما لا ترغب بالاعتراف به. أنت لا تفكر ولا تشعر بذلك عن عمد، ولكنك تفعل ذلك.

هناك مرحلتين متميزتين من النوم

يشير العديد من العلماء إلى هذا الأمر بما يُسمى دور REM ودور عدم REM. بشكل عام، عدم REM يتعلق بالماضي، أما REM فيتعلق بالمستقبل. في دور عدم REM بالحلم نحن نعالج الذكريات مما يجعلها مفيدة عبر التعلم منهم (أي من الماضي). أما في دور REM بالحلم فنحن في حالة ابتكار أو محاكاة خلال النوم، حيث نحاول أخذ المعرفة التي نعالجها في دور عدم REM ومحاولة نقلها إلى المستقبل لخلق شيء جديد. نحن نحل المشكلة عبر ربط الماضي مع المستقبل بطريقة تعود بالفائدة لتقدمنا. نحن نحاول الوصول أو تفعيل الإمكانيات عبر بناء الحلم حيث نتمرن لخلق واقعنا. على سبيل المثال، في دور عدم REM قد نحلم بالتزلج، وقد نحلم بأننا نُدفن في انهيار جليدي ونحاول إيجاد طريقنا للخروج من الثلج. هذه المحاكاة قد تكون انعكاساً لحقيقة أننا في الحياة نشعر كأننا محاصرين، وأنه قد تكون مساعدة لنا كي نجد وسيلة للتحرر.

الكوابيس

تعتبر الكوابيس أكثر من أي نوع آخر من الأحلام كمراجعات (بروفات) محاكية للتهديد كي نكون مستعدين للبقاء على قيد الحياة إذا استمرينا بمواجهة تهديد مماثل في الحياة الواقعية.

إذا كنت تريد أن تعرف بشكل إجمالي عن الاهتزاز الخاص بك في الحياة ألقِ نظرة على موضوعات أحلامك وخاصة الأحلام المتكررة. على سبيل المثال، قد تكون وحيداً في كل أحلامك، وهذا يعني أن الشعور بالوحدة هو الموضوع المهيمن في يقظتك. قد تكون في خطر في كثير من أحلامك، هذا يعني أنك تشعر بعدم الأمان في يقظتك. ربما تطير في العديد من أحلامك، وعلى افتراض أن هذا ليس مجرد تصور عقلك في التحرك خارج الجسد، فإنه قد يعني أنك في يقظتك تشعر بالحرية أو تملك رغبة قوية للهروب من الضغط. الرغبة هي اهتزاز قوي في داخلنا، وهذا سبب أننا غالباً ما نحلم بما ننشده.

سبب عدم تذكر الأحلام

كثير من الناس لا يتذكرون أحلامهم. عادة يكون ذلك بسبب الأنا (Ego) التي تساهم في عملية إنكار بعض جوانب النفس، وبالأخص محتويات العقل الباطن. عندما يصبح ترددك عالياً في يقظتك وتصبح أكثر حساسية (أي يصبح الشخص مستنيراً) سيكون من الأسهل أن تتذكر الأحلام بسبب أن التردد الخاص بك سوف يكون أقرب إلى البُعد الخامس والبُعد السادس، حيث توجد هذه الحقائق قبل ظهورها.

ما هي بعض الأشياء التي يمكنك القيام به مع أحلامك؟

أقترح عليك أن تبدأ بتسجيل الحلم. فحالما تستيقظ قم بتسجيل جميع التفاصيل التي يمكنك تذكرها عن أحلامك. امنح اهتماماً لما تشعر به خلال تجربتك في أحلامك وحاول مراقبتها خلال يقظتك. ما تشعر به خلال يقظتك مماثل لذلك. هذا سيساعدك على معرفة التجارب في حلمك بشكل رمزي والتي ستتضح في يقظتك.

طريقتي الشخصية المفضلة للتعامل مع الأحلام التي تحدث هي في الواقع الأكثر دقة لتفسير رموزها وتأخذ شكل الدخول في تجربة الإدراك. اكتب حلمك كما لو كان يحدث في الحاضر ومن ثم اذهب إلى داخله، أو كن كل جانب هام من الحلم ومن ثم استكشف وعبِّر عن وجهة نظرك كما لو كانت تجري في الحاضر.

على سبيل المثال، دعونا نقول أن لدي حلماً حول تمساح في المستنقع، وكان هناك كوخ تم تحطيمه من قِبَل المستنقع، والتمساح أكل والدي. أودُّ أولاً تسجيل التصورات والمشاعر عن نفسي. ثم يهمني التحول لمنظور المستنقع نفسه وأقول تصوراتي ومشاعري هكذا.... أنا المستنقع، أنا قديم ومليء بالأسى، فأنا وحيد والناس تتجنبني وأريد الخوض داخل مياهي، التمساح هو رفيقي الوحيد ....الخ. ثم تحول إلى منظور الكوخ وحالة التصورات والمشاعر. ثم سأكون التمساح، وبعد ذلك سأكون والدي الذي يُؤكل. افعل هذا مع العديد من العناصر لتتمكن من تشكيل صورة كاملة. انظر كيف أن ذلك يغيِّر إدراكك للحلم. كل جانب من جوانب حلمك هو في الواقع تعبير عن نفسك أو منظورك للحياة. بعبارة أخرى كل جزء من الحلم هو حالم، وهذا هو استكشاف العقل الباطن. القيام بذلك يتيح لنا إعادة امتلاك الكِسَر أو الانشقاقات في جوانب أنفسنا.

إذا كنت تريد أن تحلم بشيء محدد يمكنك ذلك. قبل أن تذهب إلى السرير، حدد النية. للقيام بذلك ببساطة ركِّز على كل ما تريد أن تحلم به لمدة 5 دقائق وكرر "أريد أن أحلم بكذا وكذا ......". يمكنك القيام بذلك أيضاً مع الأسئلة التي تريد إجابة حولها. في الواقع، العديد من الاختراعات كانت نتيجة ثانوية لهذا النوع من الحلم.

الأحلام هي أحد جوانب حياتنا التي لا تُقدر بثمن، فهي نافذة إلى عالمنا الداخلي. يمكنها أن تلعب دوراً رئيسياً في توسيع نطاق أعمالنا وكذلك تقدمنا تجاه التحول للوعي التام.

جميعنا أحلام سواء كنا ندرك ذلك أم لا. في الواقع، هو حلم لم يكتمل بعد يُدعى الحياة.


المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق