الأحد، 28 فبراير 2016

هل توأم الشعلة أو رفيق الروح موجود


تيل سوان Teal Swan

نحن نعيش في كون كل ما فيه واحد. هذا "الوعي المُوحَّد" ببساطة يعبر عن نفسه بطرق مختلفة. أنت تعبير عن وعي مُوحَّد، بنفس المبدأ صديقك أو صديقتك هو تعبير عن الوعي المُوحَّد، وبنفس المبدأ الأريكة التي في غرفة المعيشة هي تعبير عن الوعي المُوحَّد. لذا فالقول بأن تعبيراً واحداً من هذا الوعي المُوحَّد هو أكثر خصوصية أو أهمية من أي شيء آخر هو مجرد سوء فهم. في الحقيقة إنه عند المستوى الأعلى من الوعي الروحي كل شيء وكل شخص في الوجود هو توأم روحك أو رفيق روحك لأن كل ما في الكون هو واحد، أي كل ما هو موجود هو أنت. لذا فإن الفردية التي تعاني منها حالياً هي مجرد وهم. ولكن عندما نناقش مسألة توأم الروح أو رفيق الروح، فنحن نناقش الحقيقة من منظور أكثر محدودية، أقرب ما يكون للمنظور المادي الذي يعترف بالاختلاف والتفرد كحقيقة موضوعية.

معنى توأم الروح بحسب ما هو شائع

عندما يقول معظمنا توأم الروح أو رفيق الروح ما نعنيه هو اتصال روح أو علاقة بين نصفين لنفس الروح. النظرية الشائعة لتوأم الروح هي أنه في بداية الزمن خُلقنا كروح كاملة انقسمت إلى نصفي روح، (نصف أنثوي والنصف الآخر ذكري). الروح المنقسمة بعد ذلك تم إلقائها على الأرض من أجل أن تبحث عن قسمها الآخر. القسمان سوف يتجسدان مرة أخرى خلال الحياة مع شوقهما لبعضها البعض، وعندما يلتقيان أخيراً سيتحدان ويعيشان في الحب ثم سيغادران هذا المستوى المادي كروح واحدة كاملة. هناك الكثير من العيوب حول هذه النظرية، إذ لا يوجد كائن منفصل عنك يلقي الأرواح أسفلاً إلى الأرض. أيضاً هذه النظرية تنسب صفات للأرواح وهذا أقرب منه للمادية من الحيوية. الروح ليست كتلة من الطاقة كالجسم الذي هو كتلة من العظام واللحم. لذا يُعتقد بإمكانية فصل الروح إلى اثنين على أنها كتلة من الطاقة، ولكن في الواقع الروح ليست أكثر من تدفق للوعي لا يمكن فصله إلى نصفين.

مثال لفهم طبيعة الروح

دعونا نتظاهر بأن هذا الوعي المُوحَّد أو هذه الوحدانية التي نتحدث عنها (ندعوه في كثير من الأحيان بالإله أو المصدر) محيط لا حدود له. جميع المياه تأتي من هذا المحيط، وبناء على ذلك فالأنهار والجداول هي إسقاطات للمحيط، لأن الأنهار متفرِّعة عنه والجداول متفرِّعة عن الأنهار، أي أنهم لازالوا متشكلين من مياه المحيط. مجازاً ما نسميه توائم الروح هم فقط الأنهار التي ظهرت من المحيط (تدفقات الوعي التي ظهرت من الوعي المُوحَّد)، وما نسميه الأرواح الفردية هي تجربة مسار تناسخ محدد، وهي فقط الجداول التي ظهرت من تدفق معين. يمكن لهذه الجداول أن تظهر بشكل مادي ككائنات متعددة في وقت واحد، حيث يمكن لروحك في جوهرها أن تتجسد هنا على الأرض كأفراد متعددة، بشرية وغير بشرية. في كثير من الأحيان إذا فرَّ أحد مظاهرك إلى مظهر آخر لك، لن يكون إدراكك واعياً له. إذا كنت في حالة من الاتزان مع ذاتك (شعور إيجابي)، وحدث أن التقيت مع مظهر آخر لك ستدرك بشكل فوري شعوراً من التوحد والعودة للمنزل، لأن التوحد والمنزل في جوهرهما أقرب لك بقوة عندما كنت تواجه تدفقك الروحي (الجدول) مما تكون عليه لو واجهت تدفقاً روحياً (الجدول) آخر. في نهاية المطاف ننجذب نحو الحقيقة المطلقة في الكون وهي أننا جميعاً واحد. وهذا يعني عندما تكون متزناً سوف تلتقي ذلك الشخص أو أولئك الأشخاص الذين هم إسقاطات أخرى لنفس روحك وسوف تنجذب بشكل غير محدود لهم. نحن نكون أقرب إلى حقيقة الوحدانية عندما نكون معهم وهذا هو الشعور أن يكون الشخص "مكتملاً" من قبل شخص ما. هكذا يكون إدراك الذات في شخص آخر.

توأم الروح ليس بالضرورة أن يكون مخالفاً بالجنس!

وجهة النظر التقليدية حول رفيق الروح أو توأم الروح هي أنه يجب حدوثه بين مظاهر مزدوجة (ذكر وأنثى)، وهو ليس بالضرورة أن يكون كذلك. قد نصطدم بعثورنا على الوحدة مع مظهر من تدفقنا الروحي الذي يتجسد بنفس جنسنا. عندما يكون هذا هو الحال إما تتبعه صداقة شديدة، أو أننا سنواجه نفس المستوى من الرومانسية والجاذبية الجنسية، كتلك التي تكون عند رفيق الروح من الجنس الآخر اللذان سيكونان زوجان لبعضها البعض.

كيف يمكن معرفة حدوث التقاء بتوأم الروح؟

هذه لائحة من الصفات التي اتفق عليها معظم الخبراء، حيث ستأتي جنباً إلى جنب مع علاقة توأم الروح:

  • كان لديك أحلام أو رؤى عن هذا الشخص قبل لقائه فعلياً في هذه الحياة
  • شريكك يعكس مشكلاتك الخاصة، مخاوفك، اضطراباتك، ولكن يمكن أيضاً أن يكمل كل منكما الآخر من خلال المهارات، المواهب، القدرات. أنتما التجسيد الأقصى لقوتي ين / يانج
  • قد تكونا من أعمار مختلفة، من نفس الجنس أو من الجنس الآخر، من خلفيات مختلفة إلى حد كبير (اختلاف في الأديان أو الثقافات)، ولكن تشعر بشكل لا يصدق بالوحدة أو شعور لا يُضاهى من التوحد مع شريك حياتك
  • يشعر كل منكما بأعراض الآخر، الأمراض، والعواطف حتى عندما لا تكونان بالقرب من بعضكما البعض
  • الحب غير المشروط لشريك حياتك لا مثيل له. من المحتمل أن يكون لشريكك عادة معينة، خاصية أو أمتعة من شأنها أن تكون ثقيلة عليك. ومع ذلك يجب التغاضي عن هذا الأمر أو عمله عن طيب خاطر مع الشريك بغض النظر عما يتطلبه
  • التقيت شريك حياتك بعد إجبارك على تطوير قدر من القبول الذاتي أو التوافق مع الذات
  • الأصدقاء، أفراد الأسرة، وغيرهم ضمن الدائرة الخاصة بك يتأثرون ويتذللون ويتحركون بشدة بسبب هذه العلاقة. هم أيضاً يشعرون بشكل واضح أن هناك شيئاً في الكون يعمل باتحاد، والبعض يتخوف جداً من هذا
  • النمو الذي يختبره والدروس التي يتعلمها الشخص الذي أصبح في علاقة مع توأم الروح هم الأكثر أهمية. يحدث هذا بسرعة أكبر وأقوى من أي تجربة أخرى أو فترة من النمو في حياته


كيف يمكنك مقابلة توأم روحك أو رفيق روحك؟

ابحث عن القبول لذاتك. لا يهم الناس الذين التقوا رفاق روحهم أو توائم روحهم القيام بذلك (البحث عن القبول لذاتك) بعد إجراء التغيير الإيجابي الكبير في كيفية اقترابهم من أنفسهم. إنه بشكل طبيعي جداً أن تكون علاقة رفيق الروح واحدة حيث يحمل شريكنا مستويات مكثفة من التركيز الإيجابي تجاهنا. أن تكون في صراع للقاء شخص آخر والذي سوف يركز بهذا النحو تجاهنا، يجب أن نركز على هذا النحو تجاه أنفسنا. لقاء رفيق روحك يستدعي قبول الذات بشكل جذري. قبول الذات هو نتيجة التركيز نحو نفسك مع سلوك الاستحسان أو القبول.

من المفارقات أن الأشخاص الروحانيين هم أقل الناس عرضة للانخراط في علاقة مع رفيق الروح لأنهم عموماً ملتزمون بشكل مفرط في مسار تحسين الذات. إن أردت تحسين نفسك فهذا يعني أنك ركزت سلباً على نفسك وبالتالي ركزت على عيوبك. مواصلتك السير في هذا الطريق لن تمكنك من مطابقة الذبذبات مع شخص يراك بطريقة مثالية كما أنت. لا يمكننا أن نصبح متطابقين مع رفيق الروح، إذا كان هنالك أشياء نريد تغييرها عن أنفسنا، فنحن نريد التغيير لأننا نحب أنفسنا ولاعتقادنا أن التغيير يضيف لنا السعادة، ليس لأننا غير راضين عن أنفسنا ونعتقد بأن التغيير سوف يجعلنا محبوبين أكثر. هذا يعني التوقف عن محاولة تغيير نفسك لتكون في مكان تلتقي فيه بأحد ما سوف يحبك. بدلاً من ذلك إسعى لإيجاد القبول لنفسك تماماً مثلما كنت كما لو أن شيئاً لن يتغير أبداً عنك لبقية حياتك. التظاهر بأن كل عيب لديك سيكون لديك حتى النهاية، وابدأ بعرض تلك العيوب في بصورة إيجابية.

أفضل ممارسة تقوم بها للبقاء على تواصل مع رفيق روحك أو توأم روحك هي التدرب على قبول الذات. كل صباح عندما تستيقظ اختر الشيء الوحيد الذي كنت لا تقبله أو لا تستحسنه عن نفسك. ثم تحدَّ نفسك للتفكير خارج الصندوق (استنبط المساعدة من الآخرين لتفكر خارج الصندوق) واكتب قائمة كبيرة من الأشياء التي تجعلك تشعر بتحسن من خلال ذلك الشيء والذي يمكنك من قبول هذا الشيء بدلاً من عدم قبوله. على سبيل المثال، دعونا نقول أنا أكره أن أكون غير مستقر عاطفياً. سأكتب "أنا غير مستقر عاطفياً" في الجزء العلوي من الصفحة واكتبُ قائمة بالأشياء التي تساعدني على الشعور بالرضا عن حقيقة أنني غير مستقر عاطفياً مثل:

  • أنا أعطي الناس الآخرين الإذن أن يكونوا حيث هم
  • أنا حقيقة، بدون مظاهر مزيفة
  • كان بوذا غير مستقر عاطفياً (لقد تخلى عن حياته بعد أزمة عاطفية)
  • الأزمة تؤدي إلى اكتشاف الذات
  • أعرف أين أنا في العلاقة وحيث تكون العلاقة
  • علاقاتي غير مملة، فهي عميقة ومثيرة
  • عندما لا أكون مستقر عاطفياً، أنا لا أختبأ من شريكي، لأنه يعلم بالضبط كيف أنا ومن أنا
  • لدي الكثير من العلاقات المزدهرة
  • أحصل على الحب العاطفي والدعم من الآخرين عندما أكون غير مستقر عاطفياً
  • أنا مرآة ضخمة لأشخاص آخرين
  • إذا كانت العواطف نظام توجيه، فلدي بوصلة كبيرة داخلي، وأنا أقل عرضة لفقدان طريقي
  • أنا بصحة جيدة وليس لدي إدمان على شيء لأنني لا أقمع ولا أستطيع الهروب من العواطف
  • الاستقرار يساوي قمع ومظاهر مزيفة معظم الوقت، وهي ليست سمة شخصية جيدة
  • حينما أتعرض لهجوم، تأتيني شجاعة هائلة
  • أنا جيد في إنقاذ الطفل داخلي. لا بد لي أن أشعر بشكل أفضل، لذلك أنا أشفى بشكل أسرع من أي شخص التقيته
  • وصولي إلى الوعي أسرع


الخلاصة

هل رفيق الروح أو توأم الروح موجود؟ نعم، لكن هذا لا يعني أنك غير مكتمل بدونه. ببساطة سوف تشعر أنك أكثر اكتمالاً عندما تكون معه، لأن كونك معهم أو معه يجعلك أقرب إلى التوحُّد الذي هو المنطلق الأساسي لهذا الكون. وتخيل ماذا؟ إذا كانت رغبتك بلقاء توأم روحك أو رفيق روحك فهذا يعني أنه لديك واحد أو أكثر. في المقام الأول لن يكون هنالك رغبة بهم إذا لم يكونوا موجودين، وإذا كنت لا تسعى للقائهم.


المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق