الأحد، 28 فبراير 2016

أكبر 12 سر للحياة تم نسيانها من قِبل البشرية


جيلبرت روس Gilbert Ross

كلما أتأمل في الحياة أدرك أمراً أساسياً وهو أن أكبر لعنة وورطة للإنسان المعاصر هي النسيان. لقد تسرب النسيان إلى وجود وأفعال جميع البشر، سواء على المستوى الفردي، الجماعي، التاريخي أو الثقافي، وكأنه تم سِحرنا كي ننسى.

نحن لم ننسى فقط ماضينا ولكن أيضاً مكاننا في الحاضر ومسؤوليتنا في المستقبل. على المستوى الشخصي، ترتكز الأنا (الإيجو) لدينا على حالة من الوعي مهمتها إبقاؤنا في حالة من النسيان لقطع الصلة بين كينونتنا بشكل كامل وبين الشبكة التي تربطنا بالحياة والوعي الكوني. على المستوى الجماعي، يدوم هذا النسيان ويتم تعزيزه بالوسائل الاجتماعية والثقافية التي تم تأسيسها لتجعلنا مغيَّبين عن حقيقة عدم وعينا لاستهلاكنا وأنماط الحياة الزائفة التي نعيشها والعقلية المادية التي تملكتنا.

الجانب المشرق من ذلك هو أننا جميعاً لدينا فرصة لنتذكر ونعيد التواصل مع أنفسنا والكون بأسره. قوة التذكر تكمن عند منتصف الطريق الروحي في اكتشاف وتحقيق الذات.

فيما يلي قائمة لما أعتقدُ أننا نسيناه، أو الأهم من ذلك قائمة من الأشياء لنتذكرها.


1. نسينا مكاننا في عالم الطبيعية

في القرنين الماضيين قمنا بفصل أنفسنا عن الطبيعة. لقد استغلينا، دمرنا، استهلكنا وحاولنا السيطرة على الطبيعة لإرضاء جشعنا منقادين بجنون الأنانية. حاولنا أن ننأى بأنفسنا عن دورة الحياة الطبيعية، فنسينا كيفية سماع وفهم تناغم ودورات الأرض (إشاراتها ولغاتها). نسينا تتبع مسار الطبيعة والعيش بتوازن معها.


2. نسينا صلتنا بالحياة والكون

عبر فصل أنفسنا عن الطبيعة نسينا بأننا مرتبطون بشكل عميق بها وبدورات الكون. لايزال هناك بعض القبائل التي على مشارف "الحضارة" (ما يُسمى خطئاً بالقبائل البدائية) والذين لايزالون متبعين طرق الأجداد ومحافظين على هذا الاتصال باحترام وإجلال. نحن من ناحية أخرى ترسخ لدينا شعور بالانفصال أخرجنا من التوازن وأدخلنا في المرض، حيث نسينا كيف أن الوعي الجمعي مترابط وتم نسجه بدقة وجمال.


3. نسينا حكمتنا القديمة

في السعي لاكتساب المعرفة العلمية من خلال عقلنة آرائنا، نسينا حكمتنا الموروثة من خلال فتح قلوبنا. نسينا القصص القديمة والحكمة الشعبية التي كانت تصدر من العرافين والحكماء في العصور القديمة الذين عاشوا في وئام مع الكون.


4. نسينا طريقنا وأحلامنا

من خلال الإثارة بعيداً عن مسارنا الداخلي (التركيز على المظاهر الخارجية) نسينا أن نحلم بحلم حياتنا. الأهم من ذلك أننا نسينا كيفية الاستيقاظ من ذلك الحلم وأن نرى طبيعتنا الحقيقية كمبدعين في الحياة مثلما أننا حالمون. نسينا أن لدينا القدرة على نسج الأحلام واستخدام قوة عزيمتنا لتوجيه تلك الأحلام نحو التجلي.


5. نسينا غايتنا

مع الكثير من الثرثرة والضجيج واللهو في هذا الواقع المغفَّل نسينا ما جئنا هنا للقيام به، نسينا غايتنا. نحن عالقون في غفوة جماعية لواقع مزيف تم الاتفاق عليه. فقدنا رؤية أصالتنا، بريقنا الداخلي الذي يدفعنا نحو سعادتنا وتحقيق ذاتنا. نسينا إدراك أننا هنا ككائنات روحية متجسِّدة في شكل مادي وجزء لا يتجزأ من كون متجانس.


6. نسينا بأن الحب هو كل شيء

لعل هذا هو أعمق سر من بين جميع الأسرار، والذي فهمه فقط بعض العرافين على أنه الحقيقة الشاملة لكل شيء. تلك الحقيقة تم إخفائها بعمق في مكان ما بداخلنا، حيث نعلم بأنه عند مرحلة معينة فقدنا الصلة مع الحب. نسينا في نهاية المطاف أن كل شيء هو طاقة ووعي وأن الحب هو البنية الأساسية للوجود الذي يمر عبره كل الطاقة والوعي.


7. نسينا الغفران

من خلال جعلنا نعتقد بأننا منفصلين وبمعزل عن الآخرين وعن أي شيء آخر، نسينا الغفران. الغفران "في أعمق معنى له" هو فعل يذكرنا بأنفسنا أننا واحد سواء مع كل شخص وكل شيء، وأنه لا يوجد ضحية أو جاني. فقط جميعنا مع بعضنا نتحرك معاً في شبكة فعَّالة نسميها الحياة.


8. نسينا أن نكون أحراراً

ذكِّر نفسك بشيء واحد كل يوم: "أنا خُلِقتُ لأكون حراً".

لقد وُلِدنا ونشأنا في واقع حيث الحرية ليست سوى مفهوم. لقد تم تقييدنا بأغلال الخوف، بالمفاهيم الخاطئة، بالأيديولوجيات الزائفة، بالمكافئات المادية التي وُضِعت كأحكام وتشريعات لحماية مصالح القلة. لقد تم جعلنا ننسى بأننا أحرار قادرون على التغيير. نحن أحرار في أن نكون ما نحن عليه دون خوف أو شعور بالذنب.


9. نسينا قوتنا الحقيقية

العيش في خوف جعلنا ننسى كم نحن أقوياء. نسينا قوة إرادتنا الهائلة وعزمنا لتغيير واقعنا. لقد تم تغييبنا إلى أن أصبحنا نياماً نتبع الإشارات المصنوعة بشكل جاهز مثل إنسان آلي.


10. نسينا دروسنا من التاريخ

اذا كان هناك شيء تعلمناه بالفعل من التاريخ فهو مدى سرعة نسياننا لدروسنا. فنحن نحافظ على إعادة نفس الأخطاء مراراً وتكراراً، عالقين بنفس الأنماط من الجشع والتدمير الذاتي. لا يمكننا إلقاء اللوم على أحد أو تحميله الأخطاء التي اقترفتها البشرية في فترة من الزمن، إلا أننا مسؤولون كأفراد بتذكير أنفسنا بأخطاء الماضي ونقلها إلى الوعي الجماعي.


11. نسينا أن نكون بسطاء

الحياة البشرية أصبحت أكثر صعوبة وتعقيداً، فقد أصبحنا مفتونين ببريق الكثرة وليس بقوة القلة. نسينا معنى البساطة وأن نكون بسطاء، فالحياة حقاً بسيطة. البساطة تعني نبذ كل الأشياء والأفكار غير الجوهرية التي تشوش الرؤية على غاية حياتنا وغيرها من الحقائق التي نسيناها.


12. نسينا الثقة والإيمان والتعجُّب

لقد فقدنا افتتاننا بالعالم، ونسينا أن نُذهل ونتعجب من معجزة الحياة. لم نعد نقف برهبة أمام عظمة كل شيء، فنظرتنا المليئة بالشك والسخرية تجاه العالم جعلتنا نفقد الثقة في أنفسنا وفي سحر الكون. نسينا كيف نؤمن، ولعل هذه هي أكبر مأساة للجميع، فقد أضعفت حيويتنا وأفقرت أرواحنا.


المصدر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق