الأربعاء، 3 أغسطس 2016

الوعي والطاقة

الإيمان

هناك نوع آخر من الوعي. مفهوم يختلف عن الذي نألفه. هذا المفهوم قد أزيل من ثقافات الشعوب وطريقة تفكيرهم لدرجة أنه لم يعد له مصطلح أو اسم محدّد يشير إليه بشكل خاص. ليس له معنى مرتبط به في المعاجم أو المراجع المختلفة. يتشابه هذا المفهوم بمفهوم الإيمان. أنا لا أقصد ذلك النوع من الإيمان الذي فرضته السلطات الروحية على رعاياها في فترة من فترات التاريخ حتى أصبحت مسلمات. أنا أقصد الإيمان بالذات وليس الإيمان بالمسلمات. الإيمان بالقدرات الذاتية، الوعي بالذات. الاطلاع على قدراتك أي أن تدركها جيداً وتعي مدى فعاليتها وتأثيرها.



هذا المفهوم الإنساني الجوهري، هذا الوعي بالذات، الإيمان بها، قد تعرّض إلى التحريف المقصود عبر العصور، وجعله يبدو كما هو الآن (مفهوم يقول أن الإنسان هو كائن ضعيف، لا يستطيع التصرّف دون إرشاد، لا يستطيع معالجة نفسه من العلل دون إرشاد، لا يستطيع التفكير دون إرشاد) ... فآمن الإنسان بهذا الواقع المزوّر الذي فرض عليه .. وتم إرشاده، وتوجيههِ، ومن ثم توجيهُه .. إلى أن وصل إلى هذا المستوى من الانحطاط الروحي والفكري والمعنوي ... انحطاط كبير، بكل ما تعنيه الكلمة من معاني .. مأزق فكري عظيم يصعب الخروج منه. لأن هذا الوضع الإنساني البائس، قد صُمِّم بإتقان كبير من قبل جهات معيّنة، حكمت يوماً أرواح الشعوب.

لقد حصل تغيير ما في جوهر هذا الإنسان، في مرحلة معيّنة من مراحل التاريخ الطويلة، لا نعرف متى وأين ولماذا، لكن هذا التغيير قد تم فعلاً، وكذلك طريقة تفكيره ونظرته إلى الحياة بشكل عام. لقد فُرِضَ على الإنسان منذ زمن بعيد، ولأسباب لازلنا نجهلها، بأن يقنع بفكرة أنه مخلوق ضعيف. وقد توارثت هذه الفكرة أجيال كثيرة متتالية مما جعلها تصبح حقيقة واقعية غير مشكوك بها.

لكن مهما قال رجال العلم، ورجال الأيديولوجيات، ومهما خرجوا بنظريات وأفكار ومعادلات وقوانين وتفسيرات مختلفة، فلا يمكن إنكار حقيقة ثابتة تفرض نفسها. هي أننا أقوى من ما نحن عليه بكثير، وبأننا نملك قدرات وقوى لازلنا نجهلها، وقد ولدت معنا، لكننا لم نتمكن من استثمارها، وبدلاً من ذلك نمرّ بهذه الحياة بكل بساطة، ونتمنى الأفضل لأنفسنا، ونحن نجهل أن الأفضل الذي نتمناه هو في داخلنا.

منذ ولادتنا، نبدأ الخوض في معترك هذه الدنيا، ونبدأ بتعلّم أشياء كثيرة، فنتعلّم كيف نمشي، وكيف نتكلّم، وكيف نكتب ونقرأ .. إلى أخره، لكن لا أحد يعلّمنا كيف نستخدم عقولنا!. لا أحد يعلّمنا كيف نستخدم وعينا بذاتنا الحقيقية. الإيمان الحقيقي بأنفسنا. ظواهر كثيرة تشير إلى أننا أكثر من ما نحن عليه بكثير. لكننا نتجاهلها، ونسير وفق المعتقدات التي فرضتها علينا الأنظمة الاجتماعية السائدة. فكيف لا نتجاهلها ولازلنا نجهل ما هو العقل والوعي وعلاقتهما الصميمية بواقعنا وحياتنا الشخصية؟.

كل شيء يبدأ من الوعي

كل ما يحدث في حياتنا، وما يحدث في أجسادنا، هو نتيجة حصول تغيير ما في وعينا.

إن وعينا هو ما نحن عليه، وما نختبره في الحياة.

أنت تقرر ما تتقبّله من أفكار معيّنة، وترفض أفكار أخرى. أنت تقرّر بما تفكّر، وما تشعر به، ولهذه الأفكار والمشاعر تأثير كبير على جسدك الفيزيائي. إن نوعية هذه الأفكار والمشاعر هي التي تحدد مدى الإجهاد أو الارتياح الذي يعاني منها أو يتحلى بها جسدك. أما الإجهاد فسوف يؤدي لظهور أعراض. تتجسد حسب نوع هذا الإجهاد ودرجته، أي حسب حالة الوعي. ومن أجل استيعاب هذه الفكرة التي تشير إلى أن ما يصيب حالتنا الصحية سببه داخلي وليس خارجي ، سنأخذ أمثلة من الواقع المحيط بنا:

الجراثيم موجودة في كل مكان. لكن ما هو تفسير وجود أشخاص يتأثرون بها ويمرضون، بينما هناك أشخاص لا يتأثرون إطلاقاً؟ ... الجواب هو اختلاف حالة الوعي.

في المستشفيات والعيادات الطبية المختلفة، لماذا نجد مرضى يتجاوبون مع الأدوية والعلاجات ويشفون تماماً، بينما هناك أشخاص لا يتجاوبون مع الأدوية؟! .... الجواب هو اختلاف في حالة الوعي .. إن نظرتهم لتلك الأدوية مختلفة .. وتتفاوت درجات الإيمان بقدرتها على العلاج من شخص لآخر.

وعينا هو نظرتنا الخاصة تجاه أنفسنا .. الإيمان بما نحن عليه .. هو طاقة بحد ذاتها!.

هذه الطاقة لا تكمن فقط في الدماغ. إنها منتشرة في جميع أنحاء جسمنا. هذه الطاقة متصلة بكل خلية من خلايانا. وعن طريق هذا الوعي (الطاقة)، يمكننا التواصل مع كل عضو وكل قطعة نسيجية موجودة في أجسامنا.

يحكم الأطباء والعلماء اليوم إيمان راسخ بأن 75 % من الأمراض والأوبئة مسببها الرئيسي هو العقل (الوعي)!. وأثبت الباحثون أن الإجهاد والإرهاق الذي ينتج من العقل، هو المسبب الرئيسي للعلل والنكسات الصحية، و فقدان المناعة.

حتى أكثر الأطباء علمانية وتشككاً في علاقة العقل الصميمية بالجسد يؤمنون بأن الإرادة القوية يمكن لها أن تنقذ صاحبها من حالات مرضية ميئوس منها، وحتى الجروح القاتلة. وهم يعرفون أيضاً أن ما يعادل نسبة 40 % من المرضى الذين يزورون المستشفيات هم مصابون بأمراض وهمية، أي أنهم ليسوا مريضين في الحقيقة لكن أعراض المرض تبدو واضحة عليهم وكأنهم يعانون منها فعلاً (حالة وعي).

أعيد النظر في علاقة "العقل" بشفاء الأشخاص، في الخمسينات من القرن الماضي 1955 م، وهو ما يعرف عند الأطباء بمفعول "بلاسيبو" وهو عبارة عن عملية إعطاء المريض "كبسولة فارغة" أو "كوب من الماء الملوّن"، ويوهمون المريض، أي يجعلونه يعتقد بأن ما يقدمونه له هو دواء فعّال أثبت جدارته في القضاء على المرض الذي يعاني منه، فيتناول المريض هذا الدواء الوهمي على فترات محدّدة، وبعد فترة من الزمن يبدأ بالتحسّن تلقائيّاً.



ألا يعكس هذا مدى تأثير العقل على الجسد من خلال حالة الوعي (قوة الإيمان)؟. أي إذا آمنت بأنك تستحق الصحّة الجيدة وتوقّعت حصول ذلك فإنه سيحصل فعلاً .. ويتجسّد كواقع حقيقي وليس وهم!. إذا كانت هذه الفكرة غير صحيحة، فكيف إذاً نفسّر مفعول "بلاسيبو"؟.

لكن الجواب على هذه المسألة ظهر منذ أكثر من ألفي عام، حيث قال أبوقراط والد الطب: "العقل هو الشافي الأكبر"!.

وإذا ألقينا نظرة سريعة على تاريخ الطب وتفحصنا الأساليب العلاجية التي اتبعها أسلافنا القدماء، سوف نكتشف أن الأدوية وطرق العلاج البدائية لم تكن سوى مفعول بلاسيبو لا أكثر ولا أقل. فكان الفرد يشفى تماماً بعد خضوعه لمرحلة علاجية تتمثّل بتناول أدوية محضّرة بطريقة عشوائية والله وحده يعلم ما هي محتوياتها، أو عملية جرح في إحدى مناطق جسده (فيسيل بعض من الدم) كافية لجعله يشعر بعدها بتحسّن واضح. والحقيقة هي أن هؤلاء الناس قد تماثلوا للشفاء ليس بفضل الدواء بل بفضل خضوعهم لفترة علاجية! وهذا كافي لشعورهم بالتحسّن. خاصة وإن كانوا يؤمنون بفاعلية هذا العلاج أو الطبيب الذي يشرف على هذا العلاج (هل لاحظتم أن الأطباء الشعبيين الأكثر نجاحاً في علاج المرضى، غالباً ما يتصفون  بقوة الشخصية والحضور وطلاقة اللسان؟ هذه الصفات في شخصيتهم هي بحد ذاتها الدواء الذي يقوم بالفعل الحقيقي وليس المواد التي يصفونها للمرضى).

أما اليوم، في هذا العصر، حيث التقدم الهائل الذي نشهده وخاصة في المجال الطبي، وأصبحنا نسمع أسماء ومصطلحات طبية جديدة، مثل "الجينوم البشري" و"الاستنساخ" و"الحمض النووي" وغيرها من مصطلحات، مما جعلنا هذا نشعر بأننا أكثر أماناً وقد نظن أن الطب قد ترك ورائه تلك العصور المظلمة إلى الأبد. لكن بعد مئة عام من الآن، ماذا سيقول الأطباء عن وسائل اليوم العلاجية؟ وكم من الأدوية الحاضرة سوف تستخدم في ذلك الزمان؟ أليس هذا ما يحصل دائماً عبر التاريخ؟. ولماذا ننتظر كل هذه المدة حتى نحصل على جواب؟ دعونا نتعرّف على بعض الإحصاءات التي أجريت في ما تعتبر أعظم الدول وأكثرها تقدماً في العالم:

98.000 أمريكي يموتون سنوياً نتيجة أخطاء طبية ووسائل علاجية مختلفة غير مناسبة (المرجع: الأكاديمية الوطنية للعلاج).

106.000 أمريكي ماتوا في عام 1998م في المستشفيات نتيجة الآثار الجانبية للأدوية التي تناولوها (المرجع: مجلة الجمعية الطبية الأمريكية). وهذا يجعل عدد ضحايا الوصفات الطبية الخاطئة يحتلّون المركز الثالث للوفيات من ناحية العدد.

28 مليون أمريكي يعانون من أوجاع مزمنة ومستعصية. 61 % من الأمريكيين البالغين يعانون من الوزن الزائد. وارتفاع عدد المصابين بمرض السكري وصل إلى مستويات خطيرة. تزايد كبير في عدد الذين يمرضون نتيجة اتباعهم أنظمة غذائية محددة وصفت لهم عن طريق نصائح طبية (المرجع: الواشنطن بوست آذار / 2000 ).

لماذا ننتظر مئة عام حتى نتعرّف على نتيجة التقدم الذي أحرزته الحضارة المزوّرة الحالية؟

إن الحقائق والمعلومات المختلفة التي نتناولها بخصوص صحّتنا تتغيّر باستمرار مع مرور الزمن! إن المواد التي يقنعونا بأنها مفيدة اليوم، قد تتغيّر غداً! فيعودون ويصرّحون بأنها خطيرة وضارة بالصحّة!. إن هذه المعلومات تتبدّل على الدوام! هذه هي الحقيقة! هذا هو الواقع الذي مرّت به أجيال وأجيال من البشر. فكانوا في الماضي البعيد يضعون ثقتهم المطلقة بيد الكهنة والشامانيين وحتى المشعوذيين، ورغم ذلك كانوا يصحّون. أما الآن، في هذا العصر، إننا نعطي ثقتنا لشركات الأدوية العالمية، فهي المصدر الوحيد لصحّتنا وبقائنا على قيد الحياة! تلك المؤسسات العملاقة التي همها الوحيد هو الحفاظ على مستوى أسهمها المرتفعة في البورصات التجارية. وطريقتها في تسويق أدويتها تشبه إلى حد بعيد أساليب الكهنة والمشعوذين، لكن على نطاق أوسع وأظخم وأكثر وقعاً وتأثيراً على الشعوب. فالقائمين على هذه المؤسسات يجندون جيوشاً من الأطباء والخبراء الصحيين الذين يطلون علينا من خلال وسائل الإعلام المختلفة، ويقولون لنا ما هو أفضل لصحتنا وما هو عكس ذلك، ويطلعونا على دراسات أقاموها (بتمويل من شركات الأدوية)، تظهر لنا مدى هشاشة مناعتنا الصحية تجاه الأمراض، فينصحونا بتناول أدوية جديدة توصّلوا إليها لإنقاذنا من تلك الحالات المرضية المرعبة!...

التاريخ يعيد نفسه! لا شيء يتغيّر أبداً. ومع ذلك كله، فإن الشعوب بقيت على هذه الأرض، وتمتعت بصحّة جيّدة ساعدتها في متابعة مسيرتها التاريخية الطويلة، رغم تبدّل أساليب العلاج وطقوسه المختلفة وطرق تناول الأدوية. لكن شيئاً واحد فقط تغيّر، هو فقدان الإنسان لإيمانه بنفسه، في مرحلة معيّنة من مراحل التاريخ، منذ أن سيطر على معتقداته أشخاص آخرون، مشعوذون وكهنة وغيرهم، وراحوا يملون عليه قناعات ومعتقدات مختلفة، فيطيعها دون وعي أو تفكير. وراح الإنسان يقتنع مع مرور الوقت بأنه مخلوق ضعيف يحتاج إلى نصيحة دائماً، خاصةً في ما يتعلّق بصحته. فتنشأ أجيال كاملة، على أفكار ومعتقدات متوارثة من جيل إلى جيل، قناعات كثيرة، غالباً ما تكون خاطئة، تتحكّم بحالتنا الصحية حتى أصبحت هي المعيار الحقيقي لها.

إننا ننشأ على أفكار مثل: "لا تخرج في البرد حافي القدمين، هذا سيسبب لك آلام في البطن!".. لكن هذه القناعة مترافقة مع قناعة أخرى هي عبارة عن الدواء الشافي: "في حال شعرت بألم في البطن، تناول النعنع المغلي!" أو "تناول كذا و كذا !" ..



إننا نتوارث هذه القناعات والآلاف غيرها، ونحتفظ بها في ذاكرتنا كما نحتفظ  بأسمائنا، دون أن نعي ذلك إطلاقاً!. وتقوم أجسادنا بتنفيذ هذه القناعات بحذافيرها، يحصل ذلك بشكل لاإرادي!. أي إذا صادف ومشى أحدنا حافي القدمين على سطح بارد لسبب ما طارئ، ولو لعدة دقائق فقط، سوف يبدأ دافع خفي بداخله بالعمل والتفاعل، دون أن يشعر بذلك، وسوف يعاني فعلاً من آلام في البطن! لكن ذلك الشيء الغامض في داخله لن يهدأ، إنه يريد المسرحية أن تستمر إلى النهاية، فيتناول الفرد قليلاً من النعنع المغلي، أو أي دواء آخر مقتنع به، فيكفّ ذلك الشيء الغامض عن التفاعل ويهدأ، فيختفي وجع البطن ويستريح الفرد. إنها عبارة عن عملية برمجة حقيقية، ويستوجب تنفيذها بكامل تفاصيلها دون إرادة أو تفكير.

ونستمرّ بهذا الحال، أي تجاوب أجسامنا للقناعات التي تبرمجنا عليها، إلى أن نواجه معلومات جديدة عن صحتنا في مرحلة معيّنة في حياتنا، يكون لهذه المعلومات أثر قوي في نفوسنا، مما يجعلنا نعدّل في تلك القناعات.

هل السبب يعود إلى أننا فعلاً ضعفاء، والبحث في هذا الموضوع لا يستحق العناء؟

ربما الجواب يكمن عند الذين قاموا بالخدمة العسكرية، ومروا بمرحلة الدورة التدريبية، في الشهور الثلاثة الأولى. حيث يُجبَر المجندين على الوقوف في طقس شديد البرودة، ليس فقط حفاة القدمين، بل شبه عراة، ولفترات زمنية طويلة قد تمتدّ لساعات! ونلاحظ بوضوح ذلك الصراع بين القناعات التي تحكم الأفراد، والإيحاءات التي يطلقها المدرّبون، فالأفراد يتذمرون ويتمتمون "هذا برد قاتل "، "سوف نموت من البرد "، "أشعر بألم في بطني" .. ومنهم من ينهار تماماً، ومنهم من يصرخ باكياً، وغيرها من ردود أفعال. و في نفس الوقت، نجد المدرّب يصرخ بعبارات مثل: "أنتم وحوش"، "أنتم لا تأبهون للبرد"، "أنتم أقوى من البرد بكثير" ، وغيرها من عبارات مختلفة هي في الحقيقة ليست سوى إيحاءات تعمل على إعادة برمجة ما يخزنه الأفراد من قناعات مختلفة. هذه الإيحاءات التي يطلقها المدربون تتشابه في جميع جيوش الدول، وكانت موجودة منذ عصور قديمة  ومعروفة منذ تلك الأزمان بدورات تأهيل الأجسام على قدرة التحمّل. لكن إذا نظرنا إلى هذه العملية من منظور آخر سوف نكتشف بأنها عبارة عن دورات تأهيل القناعات بأن الأجسام تستطيع أن تتحمّل! (تبديل حالة الوعي)، لأن هؤلاء الأفراد الذين يمرون بهذه الرياضات، كالوقوف في طقس جليدي، أو تحت أشعة الشمس الحارقة، أو غيرها من أعمال، يظهرون مناعة تامة بعد مرة أو مرتين من الخوض في هذه التجربة (الصعبة في البداية)  وتصبح حالة طبيعية فيما بعد، ولا يكون لها انعكاسات سلبية كالمرض أو الألم أو غيرها! فكل ما يعانون منه هو الملل بسبب مرور الوقت ببطئ!.

أليس هذا ما يعلمونه في مدارس فنون القتال التي نشأت في الشرق الاقصى، مثل دير "شاولينغ" في الصين مثلاً، حيث يستخدمون طاقة الفكر في التحكّم بالألم والقدرة الجسدية الهائلة على التحمّل والسرعة والتغلّب على الخوف؟ فيستطيعون كسر ألواح حجرية ظخمة بالأيدي والأرجل والرؤوس، أو البقاء لمدة ساعات طويلة في وضعيات جسدية مختلفة دون أي شعور بالألم أو التعب، وغير ذلك من أعمال مذهلة؟.



أما تلك الأعمال التي يقوم بها اليوغيون والتبتيون، الذين يستطيعون خلال ممارسة تمارين تأملية معيّنة أن يتحكموا بوظيفة أي عضو من أعضاء جسدهم. فيمكنهم إبطاء عملية التنفّس إلى درجة إنعدامها، أو إبطاء نبضات القلب أو تسريعها، أو البقاء بدون طعام وشراب لفترات زمنية طويلة، ومنهم من يستطيع البقاء عارياً وسط الجليد (تكون درجة الحرارة دون الصفر) لساعات عديدة، وغيرها من أعمال تعد خارجة عن المنطق المألوف، كل ذلك بقوة الفكر. هذه حقائق لم تعد خفية على أحد هذه الأيام.

ماذا نستنتج من هذا كله؟

كل منا هو عبارة عن نظام خاص من الوعي .. مستقلّ عن غيره .. مبرمج حسب الظرف الاجتماعي والفلكلوري وغيرها من أنظمة مختلفة ترعرع ونشأ فيها .. كل منا يسير في الحياة وفق درجة معيّنة من القناعة بقدرة معيّنة .. يتم تحديد هذه القدرة حسب نوع البرمجة التي تلقاها وتأثر بها وعينا وآمن بها.

كل منا هو نظام خاص من الطاقة ... طاقة متدفقة في كياننا .. ويتم توجيهها بواسطة وعينا (حسب القناعات والمعتقدات).

وبواسطة هذا النظام الخاص الموجود في جوهرنا، يمكننا فعل أي شيء .. ونعالج أي شيء .. طالما أنها عبارة عن طاقة .. طاقة قابلة للتوجيه ...


كل ما عليك هو التعرّف عليها ... وإتقان طريقة استخدامها ... ومن ثم توجيهها ... وسوف تصنع المعجزات ...


المصدر

من كتاب العقل الكوني الحقيقة المجردة ج1

هناك تعليق واحد:

  1. babyliss pro nano titanium straightener - Titanium Sports
    babyliss pro nano ecosport titanium titanium straightener. 0 reviews · Amazon.com. $16.99. titanium build for kodi $10.99. titanium vs ceramic · edge titanium SKU: MPR-MEGADRIVE-BACCARO. SKU: MPR-MEGADRIVE-BACCARO. SKU: MPR-MEGADRIVE-BACCARO. titanium pipe

    ردحذف